ترك برس

أوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، عبر العديد من وسائل الإعلام التركية، أن "الطائرات العسكرية التركية قامت بضرب حزب الاتحاد الديمقراطي مرتين وذلك بسبب مخالفته لشروط تركيا الحُمر تجاهه"، وبين داود أوغلو، في أحد اللقاءات التلفزيونية أن "خطوط تركيا الحمر تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" وجناحه العسكري وحدات الحماية الشعبية "يي بي جي" هي كالتالي؛ محاولة أحد عناصرهم التسرب إلى داخل تركيا، الاتجاه إلى الغرب من الفرات، إمداد حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" بالسلاح والعتاد".

ومن اللافت للانتباه بأن أحمد داود أوغلو كرر وأكد في أكثر من لقاء وتصريح صحفي له على قضية ضرب حزب الاتحاد الديمقراطي، في سوريا، نتيجة لتجاوزه نهر الفرات مُتجهًا نحو الغرب، وبين الكثير من الخبراء بأن تكرار أحمد داود أوغلو لهذه العملية يحمل في طياته رسالة ضمنية إلى حزب الاتحاد الديمقراطي بأن لا تستهينوا بقوة تركيا وقدراتها العسكرية وبأن تركيا لن تتهاون للحظة في الدفاع عن مصالحها القومية سواء أكانت داخل الحدود التركية أو خارجها.

وتعقب الباحثة السياسية ناغيهان ألتشي على الموضوع من خلال مقال سياسي لها بعنوان "الخطوط الحُمر المضادة لتحركات حزب الاتحاد الديمقراطي" نُشرت بتاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في جريدة ملييت، وتورد ألتشي في مقالها بأنه "كان هناك لقاء صحفي لدواد أوغلو مع مجموعة من الصحفيين والكُتاب السياسيين، في إسطنبول، بتاريخ 26 أكتوبر 2015، امتد هذا الاجتماع لمدة ساعة و40 دقيقة، قام خلالها داود أوغلو بإلقاء التحية علينا جميعًا بشكل فردي وتحدث معنا على شكل حديث مُتبادل بعيدًا عن بروتوكول اللقاءات الصحفية الرسمية وفي نهاية اللقاء قومنا بالتقاط الصور الشخصية معه ويمكن اختصار النقاط الرئيسة للقاء معه بالشكل التالي:

ـ يظن الكثير بأننا نسينا قضية فلسطين، خاب من ظن ذلك لأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية ويمكن في المستقبل رفع التأشيرات عن الفلسطينيين الوافدين إلى تركيا.

ـ دعمنا للقضية السورية مُستمر ومتنوع ولن يتوقف إطلاقًا، حاليًا نتباحث مع الجميع المؤسسات الحكومية المعنية كيفية التعامل مع التدخل الروسي المباشر والمراوغة الأمريكية الخاصة بالقضية، قومنا بضرب حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" مرتين وسنقوم بتكرار هذه الضربات في حين قام المعني بتجاهل شروطنا والتي هي؛ عدم محاولة التسلل إلى داخل تركيا، عدم الاتجاه إلى الغرب من الفرات، عدم محاولة إمداد حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" بالسلاح والعتاد، الكل ينتقد علاقتنا القوية مع النظام السوري القديم، هؤلاء جهلة؛ لأن علاقتنا مع النظام القديم لم تكن علاقة شخصية بل هي كانت علاقة نحاول من خلالها خدمة الشعب السوري وليس النظام والدليل على ذلك دعمنا للشعب السوري منذ اللحظة الأولى لانتفاضه.

ـ فيما يخص القضية المصرية لن نتخلى إطلاقًا عن دعمنا للسيد مُحمد مرسي رئيس الجمهورية المصرية الشرعي، نحن لا ندعم مرسي لأنه إخوان بل لأنه رجل تم انتخابه بشكل شرعي.

ـ هناك الكثير من العناصر السياسية حول العالم لا يريدون للثورات العادلة المُنطلقة في منطقة الشرق الأوسط أن يُكتب لها النجاح، انظروا اليوم إلى اليمن وليبيا ومصر، لن نتخلى عن واجبنا التاريخي والإنساني والقانوني والأخلاقي في دعم هذه الثورات.

ـ داعش وحزب العمال الكردستاني هما حركاتان إرهابيتان لا فرق بينهما، لا يوجد إرهاب سيء وإرهاب حسن، كل من يُقتل الأبرياء بوسائل قتل إجرامية هو إرهابي بصرف النظر عن جنسيته وفكره واعتقاده.

صورة للكاتبة مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بعد الاجتماع

وتختم ألتشي مقالها بالقول بأن "هذه هي النقاط الرئيسة التي تم مناقشتها في الاجتماع الغير رسمي للصحفيين والكُتاب ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وقبل إنهاء الاجتماع سأل أحد الكُتاب رئيس الوزراء بأنه "هل سيتم ضرب حزب الاتحاد الديمقراطي مرة أخرى؟" فرد عليه داود أوغلو مبتسمًا وقال "تكرار السؤال والإجابة يزيد الفرصة لحزب الاتحاد الديمقراطي ليعيد حسابته مرة أخرى قبل التحرك المخالف لشروط تركيا التي أعيد تكرارها بالشكل التالي: عدم محاولة التسلل إلى داخل تركيا، عدم الاتجاه إلى الغرب من الفرات، عدم محاولة إمداد حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" بالسلاح والعتاد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!