مولاي علي الأمغاري - خاص ترك برس

قد قال الشعب التركي كلمته وحسم صندوق الانتخابات لفائدة "الحزب الواحد"، وطرد شبح الحكومة الائتلافية وأعراضها الخطيرة على حياة "تركيا الجديدة"، واختار انتصار "تركيا الأمن والاستقرار" وأعطى زمام الحكم للمرة الرابعة لحزب الاستقرار والأمن والسلم، ووضوح الهدف والرؤية والمستقبل، "حزب العدالة والتنمية".

لقد صدق توقع فخامة الرئيس أردوغان حينما قال في المظاهرة المليونية "ملايين الأنفاس صوت واحد ضد الإرهاب": (نعدكم بأننا لن نتخلى عن نضالنا ضد الإرهابيين، ولن ننسى شهدائنا العظماء، إخوتي الأعزاء، فاتح نوفمبر القادم، أتمنى منكم وأرجوا منكم وأنتظر منكم قرارا تاريخيا في الانتخابات المقبلة، نريد منكم أن تلقنوا درسا قاسيا للإرهابيين، هذه ليست هي المرة الأولى التي نتعرض فيها لهذا الامتحان الصعب، شعبي يقظ وحذر سيجتاز هذا الامتحان بسهولة...) مقتطف من كلمة الرئيس أردوغان في التظاهرة المليونية الحاشدة في منطقة يني كابي بمدينة إسطنبول 20-9-2015.

وكذلك هذه الثقة العالية في الشعب التركي ووعيه ويقظته وإيمانه بالحرية والديمقراطية ، وقبلها بدينه وحضارته وثقافته، كانت عند قادة حزب العدالة والتنمية: "فتصريحات قادة العدالة والتنمية في الأيام الأخيرة تركز على وعي الناخب التركي بمصيرية انتخابات فاتح تشرين الثاني، حيث على الناخبين الأتراك الاختيار بين حكومة الحزب الواحد، والأقرب لها هو حزب العدالة والتنمية، والتي عاشت معه تركيا ثلاثة عشر عاما من وضوح الهدف والرؤية والمستقبل، وبين العودة إلى السيناريو الأسوأ والذي أدى إلى الانتخابات المبكرة، وهو ما يعطي فرصة ثانية للقوى الساعية للتخلص من مشروع "تركيا الجديدة"، والذي عمل عليه حزب العدالة والتنمية طيلة فترة حكمه..وحاصل الأمر أن الناخب التركي سيصوت لأجل تركيا ووحدتها وأمنها القومي واستقرارها السياسي والاقتصادي، لا للبرامج الانتخابية ولا للأحزاب السياسية". من مقالي: "الناخب التركي بين الانتصار لتركيا وشبح الحكومة الائتلافية".

شكرا للشعب التركي العظيم الواعي، لقد أرسل لنا الخبر العاجل الذي كنا ننتظره منذ 7حزيران/ يونيو الماضي، واستجاب لنداء شرفاء العالم الذين يحبون تركيا، حينما قال أحدهم: "أيها الشعب التركي العظيم هذا صوتي، فأنتظر صوتك يوم الأحد فاتح تشرين الثاني في خبر عاجل مفرح: "فاز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية المطلقة، تمكنه من تكوين حكومة لوحده".

لقد صدم الشعب التركي أعداء الإسلام وتركيا وجعل فاتح تشرين الثاني/ نوفمبر يوما تاريخيا مشهودا، يوما عمل "أعداء النجاح" على جعله يوم حزن الأتراك والعرب والمسلمين، لكن الله لا يصلح عمل المفسدين، "إن ما يفزع أعداء تركيا ويقض مضاجعهم ليس تصميم تركيا على محاربة الإرهاب وأذرعه ومنابعه، بل فاتح تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لأنه سيكون يوما مشهودًا وتاريخيًا، يعلن فيه الشعب التركي أن انتخابات 7 حزيران/ يونيو قدر فضح الله به أعداء تركيا وأُسقطت به أقنعة كثيرة في الداخل والخارج، وأن انتخابات الفاتح من نوفمبر قدرُ مواصلة تركيا نهضتها الكبرى وفق "رؤية 2023-2053-2071"، إن شاء رب تركيا والأتراك رب العالمين سبحان". خاتمة مقالي : " صوت واحد ضد الإرهاب" بموقع ترك برس.

وخير ختام، ما جاء في خطاب أحمد داود أوغلو "خطاب النصر" بمناسبة فوز حزب العدالة والتنمية: (رسالتي إلى الذين لم يصوتوا اليوم إلى حزب العدالة والتنمية، اليوم لم يخسر أحد، اليوم فاز شعبنا وجمهوريتنا وديمقراطيتنا، نحن نأتي لنفتح قلوبنا أمام الكل سواء صوّتوا لنا أم لم يصوّتوا.... أفئدتنا وقلوبنا مفتوحة أمام جميع المواطنين ،نحن جئنا من أجل بناء تركيا الحديثة......أدعو الله أن يمنحنا العمر الطويل من أجل أن نحقق لمواطنينا الرفاهية والأمن والاستقرار).

اللهم آمين.

عن الكاتب

مولاي علي الأمغاري

باحث في قضايا العالم العربي والإسلامي ومتخصص في الحركات الإسلامية وقضايا الإرهاب، ومهتم بالشأن التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس