
جلال سلمي - خاص ترك برس
جرت الانتخابات البرلمانية التركية بتاريخ 1 نوفمبر وسط أجواء عالية من الديمقراطية والشفافية، وبعد انتهاء الانتخابات في تمام الساعة الخامسة في جميع أنحاء تركيا تم الإنتهاء من إعلان النتائج الشبه رسمية في تمام الساعة التاسعة، وهذا يُضيف إلى أجواء العملية الانتخابية في تركيا الدقة والسرعة في إفراز النتائج.
بعد إفراز النتائج بسرعة ملحوظة تم إعلان حزب العدالة والتنمية الحزب الفائز في الانتخابات بنسبة 49,5 %، وأصبح الجميع يرتقب أولويات تطبيقات حزب العدالة والتنمية للفترة الحالية والفترة المُقبلة، لإيجاز أولويات حزب العدالة والتنمية لا بد من سؤال أهل الذكر الأتراك الذين لهم نصيب كبير في القدرة على تحليل التطلعات والتصورات الخاصة بحزب العدالة والتنمية بشكل أقرب ما يكون إلى الصواب.
ومن أهل الذكر الأتراك الذين ألقوا نظراتهم التحليلية على أولويات حزب العدالة والتنمية وتطلعاته الخاصة بالمرحلة الحالية يُذكر عبدالقادر سلفي وذلك من خلال دراسة أكاديمية بعنوان "مألات المرحلة المقبلة" نُشرت بتاريخ 4 نوفمبر 2015 في جريدة يني شفق.
يشرع سلفي دراسته من خلال مدخل تمهيدي يستهله بالقول "انتهت الانتخابات، أصبح هناك قائد جديد بأسلوب حاضن لجميع فئات المجتمع، هذا الأسلوب والسلوك جاء بمثابة البلسم للشعب التركي الذي عاني من داء الاستقطاب الشديد في المرحلة الأخيرة، داود أغلو بحكمته الفلسفية وحنكته السياسية لم يتطرق إلى فوز حزبه خلال خطابه الذي ألقاه احتفالًا بالفوز عقب الانتهاء من العملية الانتخابية بل ذكر فوز العملية الديمقراطية في تركيا وركز على تقديم نفسه بأنه رئيس الوزراء الفائز باسم جميع الشعب وليس حزب واحد بعينه".
وبعد المدخل التمهيدي يذكر سلفي بعض الأولويات الُمهمة لحزب العدالة والتنمية والتي استطاع الحصول عليها من خلال عدة لقاءات جمعته مع قادة حزب العدالة والتنمية؛
ـ تأسيس حكومة ببرنامج تطبيقي في أسرع وقت ممكن لإنقاذ البلاد من حالة الفراغ السياسي.
ـ محاولة تطبيق الإصلاحات التي تم وعد الشعب بها في أسرع وقت وممكن وبخطوات دقيقة.
ـ إعداد برنامج سياسي للتعامل مع التحديات الجيوسياسية المحيطة بتركيا.
ـ إعداد برنامج اقتصادي فعال يُعيد سلسلة التقدم الاقتصادي والتجاري في تركيا إلى مجراه القويم.
ـ إعداد خطة قوية من أجل القضاء على الإرهاب المُحيط بتركيا بشكل كامل حتى يتم منع حرب الاستنزاف التي تسببها تلك الحرب لتركيا.
يحاول سلفي تعميق التفاصيل التكتيكية الخاصة بتلك الأولويات ولكن تبقى هذه التكتيكات مرهونة بالخطوات الفعلية التي سيقوم بها حزب العدالة والتنمية خلال الفترة القادمة.
وكما يبين أيضًا الباحث السياسي ندرت أرسنال، في مقال سياسي له بعنوان "الخوف من نتيجة 1 نوفمبر" نُشرت بتاريخ 2 نوفمبر 2015 في جريدة يني شفق، بأن "هناك بعض الأولويات التي تقع على رأس هرم برنامج عمل حزب العدالة والتنمية في المرحلة المُقبلة، هذه الأولويات يمكن سرد أهمها على الصعيد التالي:
ـ تقييم إمكانية مشاركة جميع الأحزاب السياسية في العملية السياسية في تركيا من خلال تفعيل دورهم في لجان البرلمان ومناصب وكلاء الوزراء من أجل تجميع اللُحمة الوطنية في تركيا بشكل شديد ورصين.
ـ تعجيل تطبيق الخطط الاقتصادية المُحددة بالأجندة الانتخابية من أجل الوصول إلى أولى درجات تركيا الجديدة، ذلك الهدف المنشود من قبل حزب العدالة والتنمية وبالأخص من قبل زعيمه حزب العدالة والتنمية صاحب تلل الفكر وذلك الهدف.
ـ وضع سقف زمني لعملية القضاء على العناصر الإرهابية المُنفذة للعلميات الإرهابية المُستهدفة لتركيا.
ـ إعداد قائمة بالإصلاحات السياسية والاجتماعية والثقافية والحقوقية لدفع عجلة التقدم والتطور في تلك المجالات وبشكل شامل.
ويوضح أرسنال أن "هذه الأولويات هي التي يرتكز عليها حزب العدالة والتنمية من أجل الوصول إلى ما يرنو إليه من تحقيق تركيا الجديدة، حزب العدالة والتنمية أصبح حزب ذو خبرة عالية من ناحية سياسية واقتصادية وسيتمكن من تنفيذ هذه الأولويات والخطط بشكل دقيق وقويم يجعل من تركيا تصل إلى نقطة عالمية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!










