جلال سلمي - خاص ترك برس

بعد ميلاد حزب العدالة والتنمية بتاريخ 14 آب/ أغسطس 2001 وبعد فوزه بأول انتخابات يخوضها عام 2002 وخروجه منها كحزب أغلبية بعد حصوله على نسبة 34,6 بالمئة أسس أول حكومة له، وبعد ذلك بفترة قصيرة جدًا أصبح هناك اسم يلمع ببريقه المتوج بالتقدم الاقتصادي والتجاري والسياسي والثقافي، هذا الاسم هو تركيا؛ حيث جعلها حزب العدالة والتنمية خلال فترة وجيزة عاصمة الشرق الأوسط للاستقرار السياسي والاستثمار الاقتصادي والجذب السياحي والتعليمي والثقافي.

وإلى جانب سياسات التطور والتقدم والتنمية الفريدة التي انتهجها حزب العدالة والتنمية لنقل تركيا نقلة نوعية مميزة وفريدة من نوعها منذ تأسيس الجمهورية التركية لم ينسى الحزب ورواده، أصحاب الدعوة والمبادئ الإنسانية والحقوقية، واجبهم في ضرورة انتهاج سياسات إنسانية تدعم المناطق المنكوبة والمظلومة والمحتاجة حول العالم دون أي تمييز أو تقصير، وبالفعل قام الحزب منذ توليه الحكم وحتى يومنا هذا بالتحلي بسياسات مساعدة ودعم ذات إخلاص ومصداقية إنسانية بحتة، فأصبح حزب العدالة والتنمية بذلك رمز الدعم الإنساني للمظلومين والمحتاجين حول العالم وبات جميع المظلومين والمحتاجين للدعم الإنساني الكريم والسياسي العادل ينتظرون بفارغ الصبر فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة لاستكمال دوره في دعمهم ورفع همهم وضيم الغير عنهم.

ولكن على صعيد آخر؛ نرى بأن هناك المُتعارض سياسيًا واقتصاديًا وفكريًا مع حزب العدالة والتنمية يُحيك آلاف المؤامرات من أجل خسارة حزب العدالة والتنمية وتعطيله عن استكمال مشواره في دعم المظلومين في سوريا والعراق فلسطين وبورما وفي كل مكان حول العالم وإبعاده عن الساحة السياسية، لتخلوا لهم الساحة ويطبقون سياساتهم المتميزة بالأنانية والبعد عن الإنسانية ومبادئ القانوني الدولي.

وفي ظل هذه المعادلة العامة للمُرتقبين لنتائج الانتخابات التركية يطفو على السطح سؤال يطرح نفسه وهو؛ من سيفرح يوم الإثنين؟ أي اليوم الذي يعقب الانتخابات البرلمانية التركية بيوم واحد.

ـ من سيفرح يوم الإثنين؛ الشعب السوري المظلوم والمنتهكة حقوقه أم نظام الأسد الظالم المُدمر والساحق لسوريا وشعبها؟

ـ من سيفرح يوم الإثنين؛ مساجد وأهالي غزة المحاصرة أم معابد تل أبيب وملاهيها الليلة المحتفلة بخسارة حزب العدالة والتنمية الذي يُعد المساند الأول للقضية الفلسطينية العادلة في المنطقة والرافض والمندد الأول والأوحد لحصار غزة الظالم؟

ـ من سيفرح يوم الإثنين؛ يوسف مصر "محمد مرسي" الرئيس المنتخب بطريقة شرعية أم عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي والمُقوض لمسيرة العملية الديمقراطية في مصر؟

ـ من سيفرح يوم الإثنين؛ الجيش الحر المرابط المثابر المقاوم من أجل تحرير سوريا من رجس الظلام أم روسيا وإيران اللاتان دمرتا سوريا بدعمهما واحتضانهما لنظام بشار الأسد الظالم والقتال إلى جانبه في الفترة الأخيرة؟

ـ من سيفرح يوم الإثنين؛ الواقعون تحت ويلات الظلم والقهر في أراكان، بورما أم البوذيون والسلطات البورمية المُعذبة والقاهرة لهم؟

ـ من سيفرح يوم الإثنين؛ الحكومة السورية المؤقتة التي تحاول جاهدةً عدم التفريط بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا أم الولايات المُتحدة الأمريكية وابنها المُدلل حزب الاتحاد الديمقراطي "الكردي" اللذان يسعيان إلى تقسيم سوريا وتشطيرها وجعلها دويلات صغيرة من خلال تأسيس دولة كردية في شمال سوريا وإحداث تغيير ديمغرافي وتطهير عرقي في المنطقة من أجل إخلائها من سكانها الأصليين من العرب والتركمان وإحلال سكان أكراد من غير أهل المنطقة مكانهم من أجل تعزيز حقهم في ضم أكبر قدر ممكن من المدن والمناطق لصالحهم في شمال سوريا؟

هذا ماستحسمه صناديق الاقتراع في انتخابات يوم غد، وكرأي شخصي أتمنى وبكل قلبي بأن يفرح من يستحق هذه الفرحة.

عن الكاتب

جلال سلمي

صحفي وباحث سياسي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس