ولاء خضير - خاص ترك برس

قصر "يلدز" التاريخي، الذي كان مقرا للحكم إبان عهد الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد الثاني، ارتأت رئاسة الجمهورية التركية إعادة ترميمه، وتخصيصه لرئاسة الجمهورية، بحيث يصبح مركزًا لرئاسة الجمهورية في إسطنبول، فما هي أهميته التاريخية!.

قصر يلدز التاريخي، بالتركية (Yıldız Saray)، هو قصر عثماني، يقع على أعلى تل في حديقة يلدز في مدينة إسطنبول، بُني القصر في نهاية القرن التاسع عشر ميلادي، وبداية القرن العشرين، وكان مقرًا للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، والحكومة العثمانية، حتى عام 1853م، بدلًا من قصر "دولمة باهتشة"، بحيث استخدمه السلطان عبد الحميد الثاني كمقر للحكم، لأكثر من ثلاثين عامًا، حتى عام 1909م.

ويقع قصر يلدز تحديدًا في حديقة يلدز، ويتكون من عدد كبير من الأجنحة والدور، وسُمّي القصر نسبةً إلى أول بناء تم بناؤه في تلك الحديقة، وكلمة "يلدز" تعني "النّجمة"، أي قصر يلدز هو قصر النّجمة.

ويرجع تاريخ بناء هذا القصر في نهاية القرن التّاسع عشر، أي فترة عام 1875م، وترجح الروايات التاريخية أنه تمّ بناؤه عام 1790م، في عهد السّلطان سليم الثّالث، كهدية إلى والدته السّلطانة "مهري شة".

وفي عهد السّلطان عبدالحميد الثّاني، تمّ توسعة القصر عام 1890م كبيت للضيوف، واتخذه السّلطان كمقر للحكومة العثمانية طوال فترة حكمه، وفي عام 1898م تمّت توسعة القصر مرة أخرى، عندما تمّ استقبال القيصر "ويليام الثاني" إمبراطور ألمانيا.

ونظرًا لاتساع القصر، وجمالية موقعه، وطراز معماره الفريد، تمّ اتخاذه مقرًا أساسيًا للحكومة العثمانية بدل قصر "دولمة باهتشة"، فالقصر يتكون من عددٍ كبيرٍ من الأجنحة والغرف الخاصة بالطبقة الحاكمة من السلطان والأمراء والأميرات، وغرف خاصة للخدم وعدد من الحدائق، وإسطبلات الخيل فهو قصر فخم جدًا.

وعند مشاهدة القصر من الخارج، ستحتاج مدّة طويلة حتى تتعرّف على مرافق القصر الخارجية، وأمّا من الدّاخل سيسرقك الوقت حتى تتمعّن دقّة بناء هذا القصر المتقن.

ويعتبر قصر يلدز، هو القصر الأخير للسلاطين العثمانيين، وكما أن قصر يلدز هو رابع القصور العثمانية في إسطنبول، بنيت بعد الفتح الإسلامي.

وقد أكمله السلطان عبد الحميد الثاني في نهاية القرن 19، ببناء حديقة كبيرة ومحمية بشكل جيد، وهي عبارة عن غابة جميلة جدًا تقع على مساحة خمسمائة ألف متر مربع، وكانت محصورة ما بين منطقة أورتاكوي، ومنطقة بشيكتاش في إسطنبول، والمطلة على داخل المضيق.

وكان يُطلق على هذه الغابة اسم غابة "قازنجي أوغلو"، حيث تتميز هذه الغابة بالأشجار المتنوعة التي تمّ إحضارها من جميع أنحاء العالم، وكذلك بأنواعٍ مختلفةٍ من الزّهور الجميلة والنّادرة.

ويعتبر القصر واجهة سياحية لزائري تركيا، حيث المكان الأكثر لفتًا للأنظار في القصر، هي صالة الاحتفالات الفخمة، المزينة أسقفها بالألواح الذهبية البراقة، وأرضيتها بسجاد، مؤلفة من قطعة واحدة، بمساحة 406 أمتار مربعة.

وكما هو معروف، الصالة هذه كانت تُستخدم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، لاستقبال الضيوف في الأعياد بقصد المعايدة، أما مفروشات صالة الطعام المعروفة باسم "الصالة الصدفية"، بسبب الأبواب المنقولة إليها من قصر تشيراغان، والمكسية بالصدف، تمت صناعتها في ورشة عمل قصر يلدز، بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني.

الذوق الأوروبي حاكمٌ في مفروشات القصر إلى جانب الذوق العثماني، وهو ما يعتبر واحدًا من العوامل اللافتة للنظر في ديكورات القصر الجبلي هذا، من مدافئ كبيرة الحجم، وكراسي فخمة مزخرفة، وطاولات ضخمة ذات خشب متين، عدا عن جمالية أثاثها، وإضاءتها.

ويذكر أن رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان يستقبل زعماء العالم في هذا القصر، وكما أن القصر شهد تصوير المسلسل التركي على شاطئ مضيق البوسفور، كغيره من القصور العثمانية الفاخرة، التي وضعت بصمة تاريخية في المكان.

ويذكر أن القصر تعرض للسرقة والنهب في شهر نيسان/ أبريل، من سنة 1909، ومن ثم استخدمه السلطان وحيد الدين آخر السلاطين العثمانيين، في الفترة ما بين 1918 و1922، ومن ثم تم تأجير أقسام من القصر لبعض الشركات الأجنبية التي حولته بدورها إلى مقاهي للعب القمار، ومن ثم تم تخصيص قسم منه لأحد الدوائر العسكرية، كما تم تخصيصه أكثر من مرة لعدة مؤسسات محلية ودولية.

غير أن القصر على طول هذه المدة لم يتعرض للتجديد أو الترميم، إلى أن قررت رئاسة الجمهورية التركية، إعادة ترميمه، وتحويله إلى مركز لرئاسة الجمهورية، على غرار قصر الرئاسة في أنقرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!