
ترك برس
أعلنت رئاسة الأركان التركية بتاريخ 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015، عن بدء عملية عسكرية شاملة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" في بعض ولايات جنوب شرقي البلاد، وذلك في إطار القضاء على سيطرة بعض عناصر حزب العمال الكردستاني المُسلحة لبعض المناطق في ولايتي "ديار بكر" و"شيرناق" وإعلانها لها مناطق "كردية" "مستقلة ذاتيًا" في نفس اليوم الذي أعلن به حزب العمال الكردستاني استقلال تلك المناطق.
ومن جانبه، يشير الباحث السياسي والمُختص في قضايا الإرهاب "علي نهاد أوزجان"، في مقاله "بي كي كي، روسيا، التاريخ"، إلى أن "حزب العمال الكردستاني تشجع لإعلان الاستقلال الذاتي في تلك الفترة بالتحديد لعدة أسباب أهمها:
ـ تصور بعض قادته بأن الفرصة متاحة لإقامة منطقة سياسية مستقلة، في ظل وجود دعم من عدد كبير من العناصر الدولية.
ـ تفاقم التعاطف الشعبي "الكردي" مع بي كي كي، بعد تصوير وسائل الإعلام الكردية بأن قيام الدولة الكردية بات وشيكًا.
ـ إيقان قادة بي كي كي بالتقاء للمصالح "الروسية الإيرانية" مع مصالحها.
ويوضح أوزجان أن بي كي كي مع كل تغيير يحصل على الساحة الدولية كان يغير من تكتيكه العسكري ويزيد من وتيرة الاشتباك العسكري مع الجيش التركي، ظنًا منه أن سيتمكن من تحقيق تقدم في أهدافه، فمثلًا أثناء حرب الخليج الأولى زاد حزب العمال الكردستاني من وتيرة الاشتباك العسكري مع الجيش التركي بشكل غير مسبوق، وذلك بهدف تحويل الأنظار التي حظرت الطيران العسكري العراقي على شمال العراق "كردستان العراق" عام 1992، وبعد احتلال العراق وحصول شمال العراق على الاستقلال الذاتي الكامل عاد حزب العمال الكردستاني إلى إشعال فتيل الاشتباكات الشديد لنفس الهدف وهو لفت الأنظار الدولية إلى تحركه وأهدافه، واليوم بعد تحقيق حزب الاتحاد الديمقراطي شبه استقلال ذاتي في شمال سوريا عاد حزب العمال الكردستاني لإشعال فتيل اشتباكاته العسكرية المُستهدفة للجيش التركي ولكن هذه المرة لم يقتصر على الاشتباك بل أعلن بعض المناطق في ولايتي "ديار بكر" و"شيرناق".
ويقول أوزجان إن "بي كي كي يظن في كل تشديد يقوم به أنه قادر على اقتلاع بعض الولايات وإخضاعها لسيطرته في تركيا، اعتمادًا على التحليلات الموضوعية وبشكل مختصر، تركيا أقوى ومتماسكة أكثر بكثير من العراق وسوريا، وتحكمها حكومة ديمقراطية وجيش وطني تابع للسيادة والمبادئ الوطنية فقط، لذا فإن الحكومات التركية المتعاقبة ترى من نفسها أمينة على كافة أنحاء تركيا من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وتخشى تلك الحكومات أن يسجل التاريخ بأنه تمت إضاعة شبر واحد من تركيا في عهدهم وبالتالي يتهمون بالخيانة التاريخية، كما أن الجيش التركي جيش مُنشّأ على المبادئ الوطنية، لذا فإن عزيمته شديدة للدفاع عن تركيا وإحباط أي زعزعة للأمن والاستقرار، وأيضًا على الرغم من كسب بي كي كي دعمًا شعبيًا وصف بالضخم، إلا أن هناك شريحة كبيرة من المواطنين الأكراد راضية عن الحقوق التي قدمتها لهم الحكومة التركية مؤخرًا وتريد هذه الثلة البقاء تحت غطاء الحماية التركية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية".
وتأتي عملية "الخندق" التي أعلنت عنها رئاسة الأركان التركية في إطار خطط تركيا للتصدي للأعمال التخريبية التي تقوم بها عناصر حزب العمال الكردستاني في إقليمي جنوب شرقي وشرقي تركيا، وذلك عقب إعلان بي كي كي الاستقلال الذاتي في بعض المناطق التابعة لتلك الأقاليم.
وكشف موقع "أجنس خبر" التركي أن الجيش التركي الذي شارك بعداد 10 آلاف جندي وضابط، استطاع استرداد السيطرة الكاملة على منطقة سور في مدينة ديار بكر، ومنطقتي سيلوبي وجزرة في مدينة شيرناق، وقُتل إلى الآن أكثر من 60 عنصر من عناصر حزب العمال الكردستاني، وتم إغلاق عدد كبير من الخنادق التي تم حفرها من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني.
هذا وكانت قد أشارت هيئة الأركان العسكرية التركية إلى أن العملية مستمرة في جميع المناطق التي يتمركز بها عناصر حزب العمال الكردستاني حتى يتم تطهير جميع هذه المناطق وتعود حالة الأمن والاستقرار إليها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!