
ترك برس
حصل حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، على نسبة 49.4%، وحسب تقديرات قيادات حزب العدالة والتنمية، فإن هذه النسبة الساحقة لم تكن متوقعة، ولكن يبدو أن الشعب أيقن أن الاستقرار السياسي والاقتصادي منوط بحزب العدالة والتنمية الذي استطاع توفيرهما لأكثر من 12 عامًا تولى خلالهم مقاليد الحكم في تركيا.
وحسب ما يبينه الباحث السياسي "عثمان أطالاي"، الكاتب في الموقع الإخباري الإلكتروني "تايم ترك"، فإن القاعدة الشعبية لحزب العدالة تتكون بشكل كبير من الطبقة المحافظة في تركيا، ولكن إلى جانب هذه الطبقة توجد أيضًا فئة من القوميين وفئة من المعتدلين "المتواجدين في المركز والذين يميلون إلى العلمانية المعتدلة" وفئة من المواطنين الذين يهتمون بجانب حياتهم الاقتصادي أكثر من السياسي.
ويشير أطالاي، في مقاله "هل ترى القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية من إسرائيل صديق؟"، نُشر على الصفحة الرسمية على موقع "تايم ترك" بتاريخ 9 كانون الثاني/ يناير 2016، إلى أنه على الرغم من اختلاف الفئات المناصرة والداعمة لحزب العدالة والتنمية إلا أن جميع هذه الفئات تحمل عنصر مشترك لا يختلف به أحد، وهو حب فلسطين والتضامن مع شعبها.
ويتابع أطالاي مبينًا أنه ليس فقط القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية التركي بل الرأي العام لمعظم الشعب التركي اهتز وأبدى الكثير من المتابعة الشديدة لمجريات اللقاءات بين الطرف التركي والإسرائيلي التي تم الإفصاح عنها من قبل مسؤول إسرائيلي لم يود الافصاح عن اسمه بتاريخ 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015.
وفي حين كانت الأنباء تورد أن المحادثات بين الطرفين ما زالت مستمرة ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد، صرح نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والناطق باسم الحزب "عمر جيليك"، في 20 ديسمبر 2015، بأنه "إلى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، وإلى الآن لم يتم التوقيع على أي مادة نهائية مع الطرف الإسرئيلي".
وأضاف جيليك إلى تصريحاته قوله: "بلا شك أن الدولة الإسرائيلية وشعبها أصدقاء أعزاء لتركيا، ولكن الانتقادات التي قومنا به ضد إسرائيل، هي انتقادت تستهدف سياسات الحكومة الإسرائيلية التي لا تقبل بها المواثيق والأعراف الدولية".
أحدثت تصريحات جاليك بقوله "بلا شك أن الدولة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي أصدقاء أعزاء لتركيا حالة غضب عارمة بين صفوف الشعب التركي العامة"، وأطلق نشطاء إعلاميون أتراك العديد من الصفحات الإعلامية المُنتقدة بلهجات لاذعة لهذه التصريحات التي وصفها النشطاء "بغير المسؤولة والتي تمثل جيليك نفسه وليس حزب العدالة والتنمية والشعب التركي".
وفي حين قيم الباحث السياسي "منصور أق غون"، المُختص في مجال العلاقات الدولية، في مقاله "تطورات العلاقات التركية الإسرائيلية"، الذي نُشر في على الموقع الإلكتروني لقناة "بي بي سي" بتاريخ 21 ديسمبر 2015، هذه التصريحات بأنها جاءت في إطار إعداد الأجواء الدبلوماسية الناعمة واللطيفة بين الطرفين، رأى الباحث السياسي "أحمد بابيش"، الخبير في مجال السياسة الخارجية التركية، في مقاله "ما هي القضايا المتعلقة بمحادثات تركيا مع إسرائيل؟" نشرت على الصفحة الرسمية لمركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية "توركسام"، أنها جاءت لجس نبض الشعب التركي وقياس مدى ردة فعله على السياسات التركية التي يمكن أن تنتهجها الحكومة مع إسرائيل في الفترة الحالية.
ومن جانبها، أكدت الكاتبة السياسية "أوزلام البيرك"، الكاتبة السياسية في صحيفة يني شفق، في مقالها "أسباب ودوافع المحادثات مع إسرائيل"، نُشرت في صحيفة يني شفق بتاريخ 23 ديسمبر 2015، أن هذه التصريحات جاءت لقياس نبض القاعدة الشعبية وردة فعلها، لكي تستطيع قيادة حزب العدالة والتنمية إحاطة نفسها بالمعايير التي تستند إلى القاعدة الشعبية التي أوصلتها إلى نظام الحكم والتي من خلالها يمكن لها أن تستمر في الحكم، وهذه الميزة الأساسية التي توفرها الديمقراطية للشعوب، حيث يضطر الساسة إلى رسم سياستهم بناءً على القاعدة الشعبية التي تتمثل بالإرادة الشعبية التي تحدد من سيبقى في نظام الحكم ومن سيرحل.
وتردف البيرك حديثها بالقول قادة حزب العدالة والتنمية ليسوا على نية لتقديم التنزلات عن شروطهم الثلاثة "الاعتذار، دفع التعويضات، رفع الحصار عن قطاع غزة"، ولكن أرادوا قياس نبض القاعدة الشعبية، ليتسنى لهم معرفة إلى أي مدى يمكن لهم تنويع العلاقات مع إسرائيل. دون رفع الحصار عن غزة لن يقبل قادة الحكومة التركية إطلاقا ً إرجاع العلاقات إلى سابق عهدها مع إسرائيل، ليس لأصواتهم الانتخابية فقط، بل لأن تحقيق النجاح في قبول إسرائيل الشرطين الأوليين أكد لهم أن إسرائيل أيضًا بحاجة لهم، وهذا ما زاد إصرارهم وجعلهم يقيسون نبض القاعدة الشعبية، لكي يعوا بمقدار العلاقات التي ترغب القاعدة الشعبية بإتمامها، مع شديد علمهم بإصرار هذه القاعدة على رفع الحصار عن غزة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!










