هاشمت بابا أوغلو – ترجمة وتحرير ترك برس

ندرك أبعاد اللعبة السياسية في المنطقة والعالم وهذا ما يزيد من حيرتنا وقلقنا، فمنذ فترة والشرق الأوسط مشتعل بالأحداث التي تنعكس على العالم أجمع، وكان من أهم اللاعبين الجدد تنظيم داعش الذي وكما نعلم جيدا كان وما زال يحمل بصمات أجهزة المخابرات العالمية وخاصة الإنجليزية منها. نعم هذا شيء بسيط من الحقيقة، ولو كتبت لكم هنا ما أعلم لقلبتم عيونكم وأنوفكم غير مصدقين.

في البداية أحب أن أقول لكم إن الأسد يلتقي بقيادات داعش من وراء الكواليس ليحييهم على أفعالهم العظيمة، فمن خلالهم استطاع الأسد تفريق المعارضة وإضعافها. ومن خلالهم أيضا استطاعت روسيا أن تعيد لحظات قوتها أيام السوفييت، كما واستطاعت العودة إلى حوض البحر الأبيض المتوسط. في المقابل كانت الاستفادة الأمريكية تتمثل في انطلاق الوحدات الكردية التي كانت تجهزها لضمان مشروعها الجديد في الشرق الأوسط، ولولا داعش لبقي حزب الاتحاد الديمقراطي ينتظر في نقطة البداية.

أما في أوروبا فقد أصبح الحديث عن إجرام الأسد حدثًا عارضًا إذا تحدثت عنه تم نهرك والصراخ عليك "ألا ترى داعش؟". ووصل حال استخدام هذه الفزاعة الداعشية حتى اتهم البعض تركيا بدعمهم ليلصق عليها تلك التهم اللاأخلاقية واللاإنسانية. ومع تصاعد أزمة اللاجئين بات العالم اليوم يطلب من تركيا التدخل برا لحل الأزمة، والسؤال هنا: هل ستدخل تركيا لمحاربة المجرم بشار الأسد أو ذراعه الإرهابي حزب الاتحاد الديمقراطي؟ لا، إنهم يريدون تدخلا تركيا ضد دعش...

نتكلم عن داعش وعن مخاطرها، ومع علمنا بوجوب التخلص من فخها ينبغي أن نعلم أيضا أننا يجب أن لا نقع فيه، ومن أجل ذلك يجب أن تحصل اتفاقات وتوازنات جديدة قادرة على تغيير الموازين والمعادلات، ومنها مثلا امتلاك التحالف الإسلامي إرادته الخاصة في حل الأزمة، أو حتى تحالف عالمي بين الصين وألمانيا وتركيا لقلب الموازين، أو حتى خيارات سلمية في الدوائر الدبلوماسية.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس