هاشمت بابا أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

هل من الممكن أن تجمعنا الأحداث الأخيرة بحيث نكون متكاتفين؟ الإجابة لا.

لأن القلق والأحزان وموجات الغضب المتكررة باتت شبه ملتصقة بنا ولا يمكن تغيرها بسهولة.

فالأحداث الراهنة تجرنا باستمرار إلى "تركيا القديمة" المليئة بالأخبار المحزنة، فهل سينجح هؤلاء الذين يعملون على جر تركيا إلى سابق عهدها؟

هل سيتحسن المزاج العام في تركيا الذي يساعدها على الصمود؟

وهل ستنتهي المؤامرات التي تحاك ضد تركيا كل يوم؟

وهل سيأتي يوم ستكسر فيه دوائر الخيانة في هذه البلد؟

في الحقيقة الإجابة على هذه الأسئلة ستكون طويلة جدا، ولكن هنا أود أن أشارككم ببعض الأفكار التي ناقشتها مع بعض الأصدقاء في الأيام الأخيرة حول مضمون هذه الأسئلة ودون إطالة.

في البداية يجب أن نعترف أن البعد المجتمعي الإعلامي في تركيا ما زال يعتمد على النظرة اليسارية في الطرح، فبمجرد أن نتعرض لأي حادثة في هذه البلد تسمع أصواتًا تردد عبارات مثل: هل رأيتم؟ لا يمكن أن نتطور؟ نحن مجتمع لا يصلح لشيء، الأيام الجميلة قصيرة، الأسوأ قادم وغيرها من العبارات المثبطة. والطريق للوقوف أمام  تلك الجرعات المتشائمة من الضخ الإعلامي، أن نخلق أجواء مليئة بالثقة في النفس عند الحديث عن المستقبل.

في هذا الإطار يجب علينا أن ندرك أمرين مهميين

الأول: القوة الديمقراطية التي جاءت عن طريق حصول العدالة والتنمية على 49.5 بالمئة من الأصوات، لا شك أنها قوة تمثل الإرادة الشعبية، ومهما كانت ردود الفعل فتركيا ستسير في هذا الطريق. ولهذا يجب أن لا ننسى أن هذه النسبة لا تعني أنه لا يمكن التوافق مع باقي القوى السياسية. كما أنه لا يجب أن يترك المجال لأصحاب النظرة القومية الضيقة فرض وجهة نظرهم القائمة على المواجهة، ففي حال السماح لمثل هذه الرؤى بالظهور سيكون مخالف للتيار الذي سيقودنا إلى تركيا الحديثة.

الثاني: القضاء على الأجواء المؤدية إلى الصدام الداخلي، ولهذا يجب علينا الوحدة والتكاتف مع بعضنا البعض وإلا سنكون لقمة سهلة تتناولها القوى العالمية والإقليمية، فهنا يجب أن ندرك أن كثيرًا من القوى العالمية  لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التقدم والنمو التركي على الصعيد الاقتصادي والسياسي والمجتمعي، بل ستعمد تلك القوى إلى وسائل عديدة من أجل إعاقة النمو في تركيا التي أصبحت مؤخرا تلعب أدوارا مهمة في المنطقة.

هنا سأكتفي بالإشارة إلى هاتين النقطتين وفي مقالات أخرى سنناقش باقي الأمور المتعلقة في هذا السياق.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس