ترك برس

أوردت صحف تركية، في السابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2015، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه، أن لقاءات تشاورية جمعت الطرفين التركي والإسرائيلي في سويسرا، بغية التوصل إلى اتفاق ثنائي يُعد مسار العلاقات بين الطرفين إلى سابق عهدها.

وأكد المسؤول الإسرائيلي لوسائل الإعلام التركية أن الطرفين توصلا إلى اتفاق فيما يخص شرط الاعتذار الإسرائيلي لتركيا، حيث اعتذر نتنياهو في مطلع عام 2013، وشرط تعويض ضحايا سفينة "مافي مرمرة"، ولكن شرط رفع الحصار عن غزة بالكامل شكل عائقًا أمام توافق بين الطرفين، وعلى ما يبدو سيمدد من عمر اجتماعات التشاور بين الطرفين.

وعلى صعيد متصل، أشار وزير الطاقة الإسرائيلي "يوفال شتاينيتز" إلى أن الطرفين التركي والإسرائيلي قطعا شوطًا كبيرًا في المفاوضات الدائرة رحاها بينهما، مؤكدًا أن الاتفاق التركي الإسرائيلي النهائي بات قاب قوسين أو أدنى.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد في ولاية "هيوستن" الأمريكية على هامش اجتماع الطرفين الأمريكي والإسرائيلي لمناقشة مجريات التعاون الممكنة في مجال الطاقة، حيث ألمح شتاينيتز إلى أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى التوافق مع تركيا بقدر ما تحتاج الأخيرة لذلك أو أكثر حتى، مبينًا أنه في ظل وجود حاجة متبادلة للتوافق، فلا يوجد أي عائق لإحباط هذا التوافق.

وقال شتاينيتز إن بلاده تعتمد كثيرًا على تركيا فيما يتعلق بإمكانية نقل الغاز الإسرائيلي من خلالها إلى الدول الأوروبية، لافتًا إلى أن بلاده حازت على كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، عقب اكتشاف آبار غاز في المياه الإقليمية التابعة لها، وهذا ما استدعى وجود ممر حيوي آمن لنقل هذا الغاز إلى الأسواق الخارجية.

وأردف شتاينيتز قائلًا إن قضية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى الدول الأوروبية، تشكل أداة ضغط كبيرة على القيادة الإسرائيلية، وهذا ما سيدفعها لبذل كل ما بوسعها من أجل إرساء العلاقات المشتركة بين الطرفين إلى بر التوافق الاستراتيجي في مجال التعاون السياسي والاقتصادي.

تركيا الأمل الوحيد لإسرائيل لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا

وأوضح شتاينيتز أن إسرائيل تعقد آمالًا كبيرة على جولات التفاوض الجارية بينها وبين تركيا، منوّهًا إلى أنه في حين تم عقد اتفاق بين الطرفين، فإن كليهما سيحقق عوائد إيجابية، حيث ستحظى تركيا بمردود اقتصادي مديد وستظفر بمصدر جديد للطاقة يخفف من تبعيتها الاقتصادية والسياسية لبعض الدول، أما على الصعيد الإسرائيلي؛ فسيكون هناك فرصة ذهبية لنقل الغاز الإسرائيلي إلى السوق الأوروبية، وبذلك ستحقق إسرائيل مردود اقتصادي وافر.

العلاقات التركية الإسرائيلية الاقتصادية قوية جدًا

وأكد شتاينيتز أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل لم تتأثر أبدًا، بتدهور العلاقات السياسية بين الطرفين، بل على العكس تمامًا شهدت العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل، تحسنًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين لعام 2009، مليارين و597 مليون و163 ألف دولار، وعلى الرغم من التدهور الدبلوماسي للعلاقات المتبادلة بين الطرفين، إلا أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين لعام 2014، بلغ 5 مليارات و832 مليون و180 ألف دولار.

وتابع شتاينيتز أن ازدهار العلاقات الاقتصادية المتبادلة بين الطرفين بهذا الشكل، يوحي بوجود أرضية متينة تدفع الطرفين إلى التوافق في أسرع وقت ممكن، مضيفًا أن هذه الأرضية ستزداد متانة عقب إتمام الاتحاد الاقتصادي بين مصر وتركيا واليونان وقبرص بشطريها وإسرائيل، لاستخراج الغاز الطبيعي من حوض البحر الأبيض المتوسط المشترك بين الأطراف المذكورة.

وخلص شتاينيتز إلى أن كميات الغاز الطبيعي الموجودة بحوزة إسرائيل، تُقدر بـ510 مليار مكعب، وستحصل إسرائيل على ما يقارب 200 مليار مكعب من الغاز الطبيعي الموجد في المياه الاقتصادية الخالصة المشتركة بينها وبين قبرص، مشددًا على أن هذه الكميات ضخمة، وستقنع الطرفين التركي والإسرائيلي على ضرورة التوصل إلى حل مشترك لإعادة العلاقات التركية الإسرائيلية إلى ما كانت عليه في السابق.

ومن الجدير بالذكر، أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" صرح بأنه في ظل تدهور الأوضاع السياسية في المنطقة، بشكل حاد لا نظير له، فإن تركيا بحاجة ماسة إلى التوافق مع إسرائيل، لمناقشة المسارات التي يمكن من خلالها إحداث تغييرات إيجابية في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!