تامر كوركماز – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

إن أقلام نيويورك تايمز بارعة في تشويه الحقائق وتحريف المفاهيم.

نسي العالم الأخبار الخمسة المزيفة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عندما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق سنة 2003 بحجة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل. حيث أن ثلاثة من تلك الأخبار الخمسة المشهورة التي أدت إلى احتلال أمريكا للعراق كانت من صنيعة مراسلة الصحيفة المشهورة "جوديث ميلر".

لقد قام مساعدوا الرئيس جورج بوش الابن بمساعدة "ميلر" من أجل كتابة تلك الأكاذيب الأمريكية التي مهدت الطريق لاحتلال العراق. حيث طلب رئيس مستشاري "ديك تشيني"، "لويس ليبي" من "ميلر" أن تنشر أخبارا مفادها أن الولايات المتحدة لديها أدلة قاطعة عن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل. وقد تبين مؤخرا أن "ليبي" تربطه علاقة وطيدة بميلر.

إن الإدعاءات الكاذبة للرئيس الامريكي بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق وعلاقة صدام حسين بتنظيم القاعدة تشبه إلى حد ما وجود صفارين في بيضة واحدة. فنتيجة لهاتين الكذبتين استطاعت الولايات المتحدة احتلال العراق.

لقد قتلت الولايات المتحدة التي تعتبر مهندس الإرهاب العالمي في العراق ما يزيد على المليون مسلم.

وفي هذا السياق يجب أن لا ننسى أن وكالة "دوغان" والإعلام الموازي كانت قد قدمت الدعم وأعطت المشروعية للاحتلال الأمريكي للعراق.

إن أكاذيب صحيفة نيويورك تايمز المزمنة بدأت تظهر من جديد في هذه الآونة. حيث نشرت هذه الصحيفة مؤخرا خبرا تفيد بأن تركيا تقوم بشراء البترول من تنظيم الدولة الإسلامية. مع العلم بأن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية "ماري هارف" كانت قد صرحت بأن الولايات المتحدة لا تمتلك أي معلومات حول الدول التي تقدم الدعم المادي لتنظيم الدولة الإسلامية.

صحيفة نيو يورك تايمز لم تكتفِ بتلفيق كذبة شراء تركيا للبترول من تنظيم داعش، بل تجاوزت ذلك. حيث نشرت خبرا عن مسجد "حجي بايرام" الذي يصلي فيه أردوغان وداوود أوغلو صلاة الجمعة.

الخبر كان بعنوان "داعش تجمع عناصر مقاتلة في أنقرة"، حيث ادعت الصحيفة أن مقر تنظيم الدولة الإسلامية في أنقرة قريب من ذلك المسجد. وعلى الرغم من إعلان الصحيفة أن إرفاق صورة أردوغان وداود أوغلو أثناء خروجهما من المسجد بهذا الخبر قد وقع بطريق الخطأ، إلا أن ذلك يوضح النوايا المبيته لهذه الصحيفة ضد الدولة التركية. ولا ننسى هنا أن إعلام الكيان الموازي أكّد هذه الأخبار الكاذبة وبدأ بالترامن مع النيويورك تايمز نشر أخبار مماثلة.

لم تعد جودث ميلر موجودة الآن في الصحيفة. فإذاً من هو الوجه الجديد الذي تستخدمه الصحيفة لنشر هذه الأخبار الملفقة؟

إنها "جيلان يغينسو" التي بدأت العمل الصحفي عام 2008 في صحيفة "الحرية" الناطقة بالإنكليزية.

لا ترى صحيفة نيويورك تايمز أو لا تريد أن ترى العناصر الأمريكية والبريطانية والكندية والفرنسية المنتسبة لتنظيم الدولة الإسلامية منذ بداية تأسيسها.

 لماذا لا تخصص هذه الصحيفة أي سطر في منشوراتها للحديث عن هؤلاء. علما بأن الجلاد "جوهن" الذي يعمل قاطع رؤوس في تنظيم الدولة هو من المواطنين البريطانيين. حيث تحاول هذه الصحيفة من خلال ادعاءاتها وأخبارها الكاذبة إلصاق التهم للدولة التركية بأنها كانت السبب في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

لم تقتصر الادعاءات والأخبار الكاذبة على صحيفة نيويورك تايمز فقط. فقد رأينا أن مجلة "نيوزويك" قد نشرت خبرا بعنوان "طريق الجهاد" تحدثت فيها عن إيواء تركيا لعناصر داعش في أراضيها.

إن معظم المنتسبين لتنظيم الدولة الإسلامية هم من الدول الغربية والولايات المتحدة. ولكن هؤلاء لا يلقون نفس المعاملة التي يلقاها غيرهم في هذه الصحف.

يسلّط الإعلام الموالي للولايات المتحدة الأضواء على الإرهاب الداعشي، لكنه يتغاضى عن إرهاب الدولة الذي مارسته إسرائيل والولايات المتحدة طوال السنين الفائته.

نشرت صحيفة الحرية البارحة خبرا مفاده أن فتح الله غولن نشر إعلانا في الصحف الأمريكية، أدان فيه  إرهاب الدولة الإسلامية. والغريب أن معظم الصحف الامريكية تحدثت اليوم عن إرهاب الدولة الإسلامية. فهناك توافق ملحوظ في منشورات هذه الصحف.

زعيم الكيان الموازي فتح الله غولن تغاضى تماما عن ذكر إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. فقد قتلت إسرائيل أكثر من ألفي شخص منذ 7 تموز/ يوليو حتى الأن. حيث لم يُقدم هذا الزعيم حتى على تقديم التعازي لذوي المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة ولم يقم بالتنديد بالمجازر الإسرائيلية ولو بكلمة واحدة.

أود أن أذكّر الجميع بتصريحات غولن التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بعيد الاعتداء الإسرائيلي على سفينة "مرمرة" التركية. حيث قال حينها إن الطرف التركي كان عليه أن يستشير الحكومة الإسرائيلية قبل تسيير قافلة المساعدات إلى غزة.

وبعد أحداث 17 تشرين الثاني/ نوفمبر رأينا جميعا كيف أن الكيان الموازي بدأ يعمل علنا مع الأمريكيين والإسرائيليين ضد أنقرة.

عن الكاتب

تامر كوركماز

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس