تامر كوركماز -صحيفة يني شفق- ترجمة وتحرير ترك برس
صادف التفجير الإرهابي الذي تعرّضت له ولاية قيصري مؤخرا الذكرى السنوية الثالثة لمحاولة الانقلاب التي تعرّضت لها تركيا في 17 كانون الأول / ديسمبر عام 2013.
إن الولايات المتحدة الأمريكية "الإرهابية" التي كانت تقف خلف محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا عام 2013، هي نفسها التي تقف خلف تفجيري "بشيكتاش" في إسطنبول، وقيصري، وقوفها لم يكن وقوفا مباشرا، وإنما من خلال استخدام انتحاريين من تنظيم "بي كي كي" الإرهابي.
إن الهجوم على تركيا الإسلامية ذات السيادة لم يكن محدودا بالعمليات التي يقوم بها الإرهابيون الانتحاريون فحسب، وإنما هي عمليات تهديدية تستهدف تركيا من الخارج أيضا.
إن تركيا في هذه الحرب التي لم يوضع لها اسم بعد، تحارب دولا غربية عدة، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية.
إن الولايات المتحدة الأمريكية قد قلبت المادة الخامسة من معاهدة حلف الشمال الأطلسي رأسا على عقب.
إن الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود حلف الشمال الأطلسي، هي التي تحارب تركيا "العضو في الحلف نفسه، وذلك من خلال استخدام التنظيم الذي عملت على إيجاده في الزمانات ألا وهو تنظيم بي كي كي الإرهابي.
إن تنظيم بي كي كي الإرهابي، كما تنظيمي "الكيان الموازي وداعش" يسعى إلى تحقيق أهداف تتوافق مع المنهج الذي حدّدته الاتفاقية الصليبية -الصهيونية.
إن الولايات المتحدة الأمريكية هي مهندسة الإرهاب، ليس في منطقتنا فحسب وإنما في العالم أجمع، فهي تحاول بعد أن فشلت في محاولة الانقلاب التي نظمتها في 15 تموز / يوليو من خلال تنظيم الكيان الموازي أن تخلق حربا داخلية في تركيا.
إن سفير أمريكا لدى أنقرة "إيريك إيديلمان" والذي صوّره الكيان الموازي خلال عامي 2003 - 2005 بأنه من الشخصيات المهمة والمحترمة كتب قبل يومين من تفجير بشيكتاش في إسطنبول: إن تركيا تتجه نحو حرب داخلية".
من الضروري أن نقرأ الجملة التي أوردها سفير الولايات المتحدة الأمريكية راعية "بي كي كي" على أنها نذير بإمكانية أن تستخدم أمريكا الوسائل كافة، بما فيها الهجمات الإرهابية في سبيل خلق حرب أهلية في تركيا.
كان إيريك إديلمان والسفير السابق لبلاده "مورتون أبرومويتز" قد دعيا في مقالة مشتركة لصحيفة "واشنطن بوست" في تاريخ 10 آذار / مارس 2016 الرئيس التركي أردوغان إلى تقديم استقالته، وفي تلك الأثناء "ميشيل روبن" أحد المتعصبين لـ المحافظين الجدد "نيو - كون" كان قد أشار إلى احتمالية أن تواجه تركيا انقلابا محتملا.
إن الصحيفة التي تمثل الكيان الموازي كانت قد أصدرت في غلافها في أيار 2016 عبارة تلمّح إلى انقلاب قاب قوسين أو أدنى.
بعد 8 أيام من حديث إيديلمان عن حرب داخلية في تركيا، قال"لوكا فيندي" بيدق "غلاديو" - غلاديو هي المنظقة السرية التي أنشأها حلف الشمال الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية ضد الشيوعيين في حدث غزو حلف وارسو لغرب أوروبا- : تركيا تسير نحو حرب أهلية.
إن فتح الله غولن قاتل 246 مواطنا تركيا ليلة محاولة الانقلاب في 15 تموز / يوليو، ليس سوى العامل كـ مدبلج - المترجم للغة الأصلية إلى لغة أخرى- لإيلديمان والولايات المتحدة الأمريكية الذين كانا يسعيان بشتى الوسائل إلى خلق حرب أهلية في تركيا.
إن تنظيمي بي كي كي و الكيان الموازي يتعاونان تعاونا وثيقا في العلميات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا، والإرهابي "جميل بايق" زعيم "بي كي كي" يقول: إن كانت تركيا لا تريد للحرب أن تشتعل أكثر، عليها أن توقف عملياتها في سوريا وروجافا".
إن حالة الهيجان التي وصلت إليها أمريكا راعية تنظيم بي كي كي، كفيلة لتفسّر لنا الاكتئاب الذي حلّ بهما جراء إحباط عملية درع الفرات لخططهما الهادفة إلى إنشاء دولة خاصة لـ بي كي كي في شمال سوريا.
إن بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي هما الجيش البري للولايات المتحدة الأمريكية في الشمال السوري، والعناصر الانتحارية لـ بي كي كي هي الجنود التي تنفذ العمليات الإرهابية في تركيا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
إن زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي لم يتردد في التقاط صور السيلفي مع سفير أمريكا لدى أنقرة يحاول أن يحمّل مسؤولية العلميات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا للحكومة، وهذا الزعيم -كليجدار أوغلو- الذي يخاطبه حافروا الخنادق الإرهابيون من تنظيم بي كي كي بـ "الصديق" لم يوجّه كلمة واحدة لامريكا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس