رابح بوكريش - خاص ترك برس

اختار وزراء الخارجية العرب، الخميس، وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط، أمينًا عامًا جديدًا لجامعة الدول العربية، خلفًا للأمين العام الحالي نبيل العربي، الذي تنتهي ولايته في حزيران/ يونيو المقبل. وقد شهد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب لترشيح الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية خلافًا شديدًا، حيث اعترضت قطر على أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري السابق، فيما طالبت السودان بتدوير المنصب، وطرحت اسم مصطفى عثمان، وزير خارجيتها السابق. الشعب العربي يتألم هذه الأيام بسبب الفرقة والخلاف بين وزراء خارجية العرب وهذا التعيين الغريب، ووقف ينظر في حسرة إلى تلك القوى المهدرة التي يضيعونها في نضال بعضهم بعضا.

إنني ضائق بهذا التعيين! وكاره للحروب الباردة والساخنة بين الأعضاء، ولقد بُحّ صوتي في الحديث عن هذا الموضوع. ماذا تريدون بالضبط يا… عباد الله؟ الخير للعالم العربي أم الانهيار؟ الشر أم الخير للعرب؟ أليس غريبا أن يجتمع وزراء يقال: إنهم يتحكمون في أمور الشعوب العربية  من أجل النظر في تعيين  شخص!  لم يكن زعيما شعبيا، ولم يتمتع أبدًا بخصائص معينة.

لا أدري ماذا أصاب الوزراء؟ أليس غريبًا أن نسلم منصب الأمين العام إلى إنسان له أفكار ورؤية للحياة السياسية انقرضت؟! وضيقت علينا الحياة، ويعلم الله ما تخبّئ القلوب.

أليس غريبا وعجيبا  أن يصبح  شخص فيه رائحة حسني مبارك أمين عام للجامعة العربية!!. المعروف عن الأمين العام الجديد أنه لم يكن إنسانًا  واسع الصدر يتقبل الرأي فكيف بالمشاركة في القرار!! ولم يتمتع بخبرة سياسية عميقة، ولا هو سياسي يستطيع تسيير دفة الصراعات وإقامة التوازنات في الجامعة العربية، ولم يكن محبوبًا حتى  في الأوساط الشعبية المصرية، ولم  يحلم أبدًا أنه سيعود إلى السياسة من جديد بعد سقوط حسني مبارك. بعد هذا من يضيء الشموع للإنسان العربي في ظلمات اليأس؟ من يمسح دموع اللاجئين الساخنة في برد أوروبا؟ من يقدم كأس الهناء لأطفال فلسطين للذين تجرعوا كؤوس المرارة حتى الثمالة؟ هل ننتظر معجزة لكي تعود الابتسامة  للإنسان العربي من جديد والتي ضاعت في أعماق الهموم. غرقت في بحار الاحزان؟ من يرشد الضالين في الجامعة العربية إلى طريق الأمان؟ لكم أتألم وأنا أرى ذلك الطابور المحتشد من اللاجئين أمام السكك الحديدية في أوروبا.

إن الأوضاع المحزنة في الوطن العربي تستدعي من الجامعة العربية التدخل من أجل تحقيق السلام بين العرب أنفسهم!! ولكن للأسف

الشديد الواقع يقول لنا: إن الجامعة العربية تقاعست عن أداء أي دور إيجابي لمحاصرة المشكلات العربية بل إنها ساهمت في إشعال نار الفتنة في ليبيا وسوريا!! لذلك أعتقد أن دورها سينتهي في السنوات القليلة القادمة. سئمت الكلمات وملت العبارات وتهاوت الصفحات!  يا لتلك الشعارات التي تملأ مقر الجامعة العربية، يا لتلك الادعاءات. هل يقول للإنسان العربي رحم الله وطننا العربي أم أن هناك بصيص أمل.

عن الكاتب

رابح بوكريش

كاتب جزائري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس