ترك برس

صرح سفيرا الولايات المتحدة الأمريكية السابقين في أنقرة "مورتون أبراموفيتش" و"إريك إيدلمان"، في خلال مقالهما المنشور في صحيفة "واشطن بوست"، بأن "أردوغان رجل دكتاتوري ويجب عليه تقديم استقالته فورًا"

لم يتأخر الرد التركي على هذه التصريحات، إذ انتقد الناطق باسم الرئاسة التركية "إبراهيم كالن" تصريحات السفيرين، موضحًاعبر حسابه على تويتر، أن "زمن إعطاء التعليمات لتركيا قد ولى يا سادة".

وفي سياق متصل، أفاد الكاتب السياسي "كورتولوش تاييز" بأن الدافع وراء تصريح السفيرين بمثل هذه العبارات هو محاربة تركيا "للكيان الموازي" وحربها الجادة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، مضيفًا أنه يمكن استسقاء هذا الدافع، من خلال إشارة السفيرين إلى أن أردوغان يعمل على مسح كل صوت يعارضه، وأنه تعمد إفشال عملية المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني واتجه نحو الدكتاتورية والفشل وعدم الاستقرار، موضحين أن "الديمقراطية لا يمكن أن تشرق شمسها، إطلاقًا، في تركيا ما دام أردوغان وحزب العدالة والتنمية على رأس الحكم".

وجاء ذلك في مقااه بصحيفة أقشام "لماذا تُبدي الولايات المتحدة الأمريكية انزعاجها؟"، حيث أوضح تاييز أن السفيرين السابقين يدعوان تركيا إلى إعطاء الفرصة "للكيان الموازي" من جديد، ليعود إلى نشاطاته السابقة، وإعادة عملية التفاوض مع حزب العمال الكردستاني، وكأن تركيا هي التي أعطبت عملية التفاوض، في إشارة إلى أن هذه هي الخطوات الأمثلة لإثبات أنقرة نيتها الصادقة لتطبيق الديمقراطية في تركيا.

وأضاف تاييز أن هذين السفيرين يجهلان السبب الرئيسي لحالة عدم الاستقرار التي بدت واضحة في جنوب شرقي تركيا، حيث يؤكّدان أن تركيا هي من أفسدت العملية، وهذا إن دل فإنما يدل على عدم إلمامهم الواسع بما يدور في تركيا من تطورات، إذ أبدت الحكومة التركية كل ما بوسعها من أجل إنجاح عملية السلام ولكن لم يُبدِ الطرف المقابل نية صادقة لإنجاح العملية، إذ استغل هذه العملية لتسليح نفسه، وأعلن الانقضاض عليها، بعد تلقيه وعودًا من روسيا وإيران وغيرهما من الجهات الأجنبية الأخرى، على أنهما ستقفان إلى جانبه، حتى يُكتب له النجاح في إعلان الحكم الذاتي في جنوب شرقي تركيا، كما نجح حزب الاتحاد الديمقراطي في ذلك.

وأضاف "لم تسمح الولايات المتحدة الأمريكية باستمرار المظاهرات، العام الماضي، في ولاية "فيرغسون"، ضد انتهاكات حقوق الإنسان، واعتقلت الكثير من المتظاهرين واستعملت بعض الوسائل غير القانونية لفضّها، فكيف يمكن لهؤلاء عدم انتقاد دولتهم التي لا تسمح لمظاهرة تطالب بحقوق طبيعية، أن يدعوا تركيا إلى عدم مكافحة منظمة إرهابية والعودة إلى طاولة الحوار، وهم يعلمون جيدًا كيف حاولت تركيا إحلال السلام والاستقرار في المناطق ذات الكثافة الكردية، من خلال إعطاء فرصة التفاوض لحزب العمال الكردستاني".

وعلى صعيد متصل، أشار الخبير السياسي "حسن أران أولو" إلى أن السبب الرئيسي وراء انزعاج كم هائل من الساسة الأمريكيين من تركيا، هو تمكن تركيا من عرقلة بعض الخطط الأمريكية في المنطقة، وتمكنها من إبداء المعارضة على بعض التحركات الأمريكية في المنطقة، وهذا ما لم يتعودوا عليه في السابق، إذ اعتادوا على إبداء آرائهم بتركيا القديمة التي كانت تنفذ كل ما يريدون، ولكن اليوم بعد معارضة تركيا لخططهم الداعمة لحزب الاتحاد الديمقراطي وتهديدها لأمريكا بإغلاق قاعدة "إنجيرليك" في حال استمر دعم الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بالطبع تطورات وتغيّرات تزعج الساسة الذين اعتادوا على عدم اعتراض تركيا على أوامرهم.

وأوضح أولو، في مقاله بصحيفة تركيا "عندما تحاول تركيا كتابة التاريخ"، أن رؤية تركيا لعام 2023، هي أن تكون دولة قوية إقليميًا يمكنها قيادة التغيّرات التي تراها مناسبة لصالحها وصالح المنطقة، منوّهًا إلى أن كون تركيا دولة قوية إقليميًا يعني كونها عائقًا أمام الخطط التوسعية للدول العُظمى التي لا تراعي مصالح أي دولة أخرى، وهذا بدوره يدفع العديد من ساسة هذه الدول إلى رفض ذلك، واتخاذ كافة الخطوات لإيقاف تحقيقه، وإن كانت تركيا تهدف إلى تحقيق ذلك، فلا بد لها من التحلي بالعزيمة والحذر الشديدين، لتخطي العراقيل السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية التي يمكن أن تضعها هذه الدول أمامها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!