ماهر حجازي - فلسطينيو تركيا

مرسين - "عمري 37 سنة لن أتزوج لأنجب أطفال يعيشون مأساتي"... لسان حال الشاب الفلسطيني محمد النازح من العراق إلى تركيا، هموم الحياة في ظل ندرة فرص العمل وغلاء المعيشة وصعوبة تأمين مستلزمات العيش وصولا إلى الزواج وبناء الأسرة، عناوين رئيسة تعكس واقع الشباب الفلسطيني النازح من سورية والعراق في جنوب تركيا خصوصا وباقي المدن بشكل عام.

في هذا التقرير التلفزيوني التقينا بالعديد من الشبان في مدن الجنوب التركي لنفتح أبوابا مغلقة حول معاناة الشباب الفلسطيني، ونخوض في تفاصيل مشاكلهم واحتياجاتهم ومطالبهم.

أولا: الوضع القانوني

يعد الوضع القانوني والمقصود به الإقامة في تركيا أمرا مهما للشباب، وإن حصولهم على الإقامة يفتح أمامهم مجالات عدة في فرص العمل وفق الكفاءات العلمية التي يمتلكونها وكذلك فتح المشاريع الاستثمارية والتجارية وهذا يعني توفير فرص عمل إضافية للشباب.

بالنسبة للشباب الفلسطيني النازح من سورية لا تخوله بطاقة (الكمليك) التي تعطى له من دائرة الأمنيات التركية بالعمل لأنها لا تمثل إقامة رسمية ويختصر دورها على بطاقة تعريف شخصية، ويكون دخول الفلسطيني السوري الى تركيا بطرق غير شرعية لكونه غير مسموح له بالدخول إلا من خلال فيزا، وهذا ما ينعكس على العمل في تركيا كون وجوده غير قانوني.

أما الشباب الفلسطينيين القادمين من العراق، فهم يدخلون تركيا بداية بشكل نظامي عبر حصولهم على فيزا، لكن المشكلة تبدأ بعد انتهاء مدة الاقامة القانونية حيث لا تجدد لهم الاقامة ويحتاجون لمغادرة تركيا والعودة، وهو أمر صعب للغاية.

بالتالي إن توفر الوضع القانوني للشباب فهذا يمكنهم من العمل في مجالات عدة، وتأمين حياة كريمة لهم ولعائلاتهم، كذلك يضع حدا لكثير من العقبات التي يتعرض لها من يتمكن في العمل ضمن المهن المختلفة.

ثانيا: مشاكل العمل

في ظل عدم وجود إقامة قانونية للشباب، يتعرض الكثير منهم للاستغلال من قبل بعض أرباب العمل الأتراك، حيث سجلت حالات متفرقة لعدم دفع أجور الشباب العاملين في مهن الأعمال اليدوية والمصانع وغيرها، حيث تستغل حاجة هؤلاء للعمل وعدم وجودهم القانوني من حيث قلة الأجرة مقارنة بالعامل التركي، وأيضا تأخير دفع الأجور أو عدم دفعها نهائيا، ويخشى الشاب من المطالبة بأجرته نظرا لأن وضعه غير قانوني في البلد وبالتالي ممكن أن يخسر كل مستحقاته المالية، وهذا ما حدث بالفعل ولمسناه خلال حديثنا مع الشباب.

أيضا عامل اللغة التركية له دور سلبي في فرص العمل للشباب، حيث يتطلب في أكثر الأحيان أن يكون الشاب العامل يجيد اللغة التركية، وبالتالي يحرم الشاب من فرص العمل بسبب اللغة.

وتُعد أجور الشباب الفلسطينيين والسوريين في الأعمال اليدوية من أدنى الأجور حيث تصل أجرة العامل منهم في اليوم إلى (20) ليرة تركية بمعدل (8)$، وهي قليلة جدا مقارنة بإيجارات المنازل وتكاليف المعيشة الصعبة في الجنوب التركي، في حين أجرة العامل التركي تصل إلى (45) ليرة تركية بمعدل (17)$.

كما أن ساعات العمل تصل في اليوم إلى 12 ساعة، مما يشكل ارهاقا كبيرا على الشباب، وتقتصر حياتهم على العمل فقط، ولا يجدون فرصة للترويح عن أنفسهم أو حتى الجلوس مع عائلاتهم، مما يزيد من واقعهم مأساوية، وغالبية الشباب العازبين لا يفكرون في الزواج من هذا المنطلق.

ثالثا: مطالب الشباب

خلال لقائنا بالشباب الفلسطيني في الجنوب التركي، طالبوا بتنظيم وضعهم القانوني في تركيا والحصول على اقامات تمكنهم من العمل وتأمين مستلزمات الحياة وصولا إلى بناء الأسرة، وما يحول بين استغلالهم ومنحهم الأجور التي يستحقونها.

https://www.youtube.com/watch?v=ZxR2CLlxpvw

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!