برات أوزيبيك - صحيفة يني يوزيل - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك من ينظر إلى ما يقوم به حزب العمال الكردستاني من جرائم في المدن التركية، ثم يقول: "إنّ إطلاق عملية السلام كان خطأ"، وحسب هؤلاء فإنهم يجدون أنّ حزب العمال الكردستاني لم تكن لديه النية من بداية الأمر بتحقيق السلام، وإنما استخدم هذا الأمر من أجل إعادة فرض سيطرته على الناس.

عملية السلام كانت أمرا صائبا

يقول أحدهم "لولا عملية السلام، لأصبحت مناطق الجنوب مثل سوريا"، هذا ما قاله رشيد صاري كايا، الرئيس السابق لتجمع المثقفين الليبراليين، وهو يؤكد بأنّ عملية السلام حققت أمرين مهمين، على الرغم من أنها تبدو الآن وكأنها فشلت، "، أول الأمرين هو أنّ عملية السلام جددت الشعور بالانتماء للمواطنين، وتأكدهم بتجاوز أخطاء الماضي، وأنّ الدولة الحالية ليست كما كانت عليه الدولة في الماضي، وهذا ساهم في زيادة الشعور بالانتماء الى تركيا"، أما الأمر الآخر فيضيف رشيد "الأمر الثاني هو أنّ عملية السلام ساهمت في تحطيم الهيمنة التي كان يفرضها حزب العمال الكردستاني على الناس، وذلك بعد أنْ أدرك الشعب بفاشية حزب العمال الكردستاني وعنفه"، ولهذا أصبح حزب العمال الكردستاني لوحده في الخنادق التي حفرها في المدن، وفقد الدعم الشعبي، ولذلك أصبحت العمليات هناك أسهل من الماضي.

أكراد اليوم ليسوا أكراد الماضي

"تركيا عاشت أحداث ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ونظرة الكردي تجاه الدولة التركية كانت نظرة عدائية وحادة، لأنه لم يكن يستفيد من خيرات وطنه، لكن اليوم اختلف الأمر، فحكومات العدالة والتنمية المتعاقبة، ساهمت بتحسين الأوضاع الاقتصادية في تلك المدن، وحفّزت الدولةُ الناس على العمل والاستثمار والتجارة، ودعمت الأطفال وكبار السن والعاجزين، ولذلك أصبح المواطنون هناك شيئا فشيئا يغيرون ما علق في ذاكرتهم من وجه العنف والجبروت للدولة التركية".

ما الذي يجب علينا فعله الآن؟

مع أنّنا اقتربنا من التوصل لإذابة الحاجز بين الأكراد والجمهورية التركية، وبدأنا بإعادة الناس إلى منازلهم، وحاولنا إعادة حتى من بقي على الجبال منهم، إلا أننا قمنا كذلك بالتفاوض مع حزب العمال الكردستاني، وكنا نتوقع بأنّ "محادثات الدولة مع العمال الكردستاني سينهي هذا الملف"، إلا أنّ ذلك لم يحصل، ولم نُحسن إدارة العملية، ولذلك قام حزب العمال الكردستاني بالعودة إلى حمل السلاح، لكن الأهم في المرحلة الأخيرة، هو عدم رضى الشارع الكردي عما يقوم به حزب العمال الكردستاني، وهذا الأمر مهم، لكنه في الوقت نفسه، لا يعني أنّ العمال الكردستاني فقد الحاضنة الشعبية بشكل تام، وأنّ حزب الشعوب الديمقراطي مُسح عن الخارطة، وإنما يعني فقدانهم لجزء كبير من الحاضنة التي كانوا يتمتعون بها في الماضي.

ولذلك علينا إدراك هذا الأمر جيدا، ويقول رشيد بأنّ "عملية السلام القادمة يجب أن تستهدف الأكراد جميعهم، وتحظى بدعم تركي، وأن نستمر بذلك من خلال دستور مدني جديد، وعلينا البحث عن طرق لإعادة المتشددين من الجبال". أعظم الدول الديمقراطية لا يمكنها السكوت حول هجمات مسلحة تتعرض لها، ولذلك علينا تحقيق الأمن، واتخاذ خطوات قانونية لتحقيق عملية السلام.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس