أوكان مدرس أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة و تحرير ترك برس

اتخذ رئيس الجمهورية موقفا واضحا مما حدث ليلة 15 تموز/ يوليو، وقرر قرارا استراتيجيا، يتعلق بإعادة بناء مؤسسات الدولة. لكن لا يُمكن اعتبار هذا التشخيص وصفًا لكل تفاصيل ليلة 15 تموز. أما الثابت، فهو أنّ تلك الليلة كانت نقطة تحوّل، ومرجعية، أساسها إعادة تشكيل مؤسسات الدولة من جديد.

نعم، لا تزال هناك أمور ضبابية، وعلينا أنْ نكون حذرين ومتيقظين لها، لكننا نعيش اليوم مرحلة إعادة إنشاء أجهزة القضاء والأمن والاستخبارات وغيرها من أجهزة الدولة.

موضوع آخر: وهو نظرة الغرب وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي للمحاولة الانقلابية، موقف النفاق!

لم يستطع الغرب الوقوف في وجه مشهد، كانت فيه الدبابات، والطائرات، تسحق قيم الديمقراطية التي كان ينادي بها، ولم يتخذ موقفا جماعيا كما فعل في مرات سابقة، مثل تجمعهم وقيامهم بمسيرة بعد تفجيرات داعش في باريس. بل على العكس من ذلك، حاولوا التدخل في العملية الانقلابية من خلال بُعد آخر!

ما لدينا من مُعطيات، تُشير بوضوح، إلى أنّ هدف محور أمريكا-الاتحاد الأوروبي الأساسي، هو إخضاع أردوغان، لكن نجاح أردوغان في جعل كل الشعب التركي يقف معه في الميادين، أفسد حساباتهم.

ولو بحثنا عن أسباب وقوف الغرب في وجه تركيا، وفي نفس الوقت، عن سبب "توجيه هجمات إرهابية" تستهدف الميادين في تركيا، فسنجد أنّ الإجابة تتمثل فيما يلي:

"أثبتت المحاولة الانقلابية بشكل واضح، بأنّ أهداف القوى العالمية تتمثل في استهداف اردوغان بصورة مباشرة، وقد استخدموا كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف، مثل تشويه لسمعة أردوغان عبر الإعلام وغيرها. هدفهم الأساسي هو إزاحة أردوغان عن تركيا. لكنهم لم ينجحوا ولله الحمد، واليوم يُدرك مُعدوا هذه الخطط أنهم انكشفوا متلبسين، ويدركون كذلك أنّ محاولة استهداف تركيا من خلال اقتصادها، أو من خلال هجمات تستهدف المدنيين فيها، يعني أنّ الغرب سيواجه شعب تركيا بأسره، وليس اردوغان لوحده، ويعلمون اليوم بأنّ محاولاتهم التخلص من اردوغان، ستؤدي في النهاية لخسارة تركيا!".

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس