ترك برس

قال الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا، إن هناك نقاشًا ساخنًا يدور حاليًا في الكواليس السياسية والإعلامية التركية حول وجود عدد من المنتمين إلى تنظيم الكيان الموازي الإرهابي في صفوف حزب الشعب الجمهوري المعارض، بعد فصل أحد مستشاري رئيس الحزب كمال كيليتشدار أوغلو من عمله في الجامعة بتهمة الانتماء إلى هذا التنظيم.

وأشار الكاتب في مقال له بصحيفة العرب القطرية، إلى ارتفاع أصوات تطالب كيليتشدار أوغلو بتطهير الحزب من الموالين لجماعة كولن، مبينًا أن "السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يستطيع كيليتشدار أوغلو أن يفعل ذلك وهو الذي تولى رئاسة الحزب بفضل استقالة سلفه دنيز بايكال جراء فضيحة اتضح أن الكيان الموازي وراء تفجيرها؟".

وأوضح ياشا أن الاعتقالات والتحقيقات التي قامت بها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، في إطار مكافحة الكيان الموازي واجتثاث خلاياه من أجهزة الدولة، كشفت عن وجه آخر لهذا التنظيم السريّ التابع لجماعة كولن، لم يكن يعرفه معظم الناس، كما كشفت عن المستوى المتقدم الذي وصل إليه أعضاؤه في ممارسة مبدأ التقية.

وأضاف: "كنا نسمع أن الجماعة تنصح أتباعها في الجيش والأمن والقضاء وغيرها من الأجهزة والمؤسسات بترك الصلاة والحجاب وعدم إظهار علامات التمسك بالدين، بالإضافة إلى دعوتها للتظاهر بالحداثة والتبرج وعدم التدين، ولكننا لم نكن نتخيل أبداً أن يصل الأمر إلى التغلغل في اليسار التركي لقيادة اليساريين وحشدهم ضد الحكومة المنتخبة".

ولفت ياشا إلى أن قوات الأمن التركية اعتقلت قبل أيام محامياً، يدعى مجتبى كيليتش، بتهمة الانتماء إلى تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، وقد يظن المتابع أن الأمر ليست فيه غرابة، وأن الرجل أحد عشرات الأشخاص الذين تم اعتقالهم ضمن موجة الاعتقالات الأخيرة، إلا أنه يندهش حين يعلم تفاصيل هوية هذا المعتقل.

كان مجتبى كيليتش قبل افتضاح أمره يقدِّم نفسه إلى الرأي العام على أنه ناشط يساري يدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ويعمل في مجال الكفاح ضد التمييز، وقد انضم إلى حزب العمال الاشتراكي الثوري لمدة، كما التحق بقطار حركة "المدنيين الشباب" الليبرالية التي لفتت الأنظار من خلال أنشطتها المناهضة ضد نفوذ العسكر.

وسائل الإعلام التركية نشرت مقطع فيديو يظهر فيه ذاك المحامي اليساري واقفاً بجوار فتح الله كولن يلقي شعراً ليبكي بحرقة ويبكي الحاضرين، وهكذا تم حل اللغز واتضح أنه أحد عناصر تنظيم الكيان الموازي وأن مهمته اختراق المجموعات الشبابية والثورية اليسارية.

هناك مثال آخر لتغلغل جماعة كولن في اليسار التركي، بحسب ياشا، وهو رئيس مجلة "اليسار التركي"، غوكتشه فرات تشولهان أوغلو، الذي اعتقل هو الآخر بتهمة الانتماء إلى تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، وكان الرجل أحد الإخوة الكبار في صفوف جماعة كولن ولكنه أطلق لحية كثيفة كتلك اللحى التي يتميز بها اليساريون وتولى رئاسة تحرير مجلة اليسار التركي، ولفتت المجلة في رئاسته الأنظار بأعدادها المثيرة للجدل، وطالبت في أحد أعدادها الجيش التركي بالانقلاب على الحكومة المنتخبة.

وفي عدد آخر دعت المجلة إلى اغتيال رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، كما وصفته في عدد ثالث بأنه رجل يستحق الإعدام، وبعد إعلان جماعة كولن الحرب ضد الإرادة الشعبية أعلن غوكتشه فرات تشولهان أوغلو في أكثر من مناسبة وقوفه إلى جانب الجماعة، والمضحك في الأمر أن قراء المجلة اليساريين لم يكونوا يعرفون أن الذي يستغلهم ويحرضهم ضد الحكومة وأردوغان رجل ينتمي إلى جماعة يعادونها بشدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!