ترك برس

بدأت أعمال برنامج مؤتمر الطاقة العالمي الذي يُعقد في إسطنبول للمرة الثالثة على التوالي يوم الأحد 9 أكتوبر/ تشرين الثاني 2016، ويُذكر أن المؤتمر عُقد لأول مرة عام 1924 باسم مؤتمر القوة العالمية، وفي عام 1968 تم تغيير اسمه إلى "مؤتمر الطاقة العالمي".

يُنظم المؤتمر مرة واحدة كل ثلاث سنوات، وقد حظيت إسطنبول بفرصة تنظيم المؤتمر لثلاث مرات متتالية دلت على الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تمر به تركيا رغم جميع العواصف السياسية والأمنية التي تحيط بها، على حد تعبير المحلل الاقتصادي "أردال تاناس كاراغول" الذي تطرق إلى تقييم المؤتمر في مقاله بصحيفة يني شفق "طاقة العالم في إسطنبول"، حيث أشار إلى أن تركيا حصلت على فرصة تنظيم المؤتمر لأول مرة عام 1977، ويعود تكرار انعقاده في إسطنبول بشكل متتالي إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي والاستقرار السياسي اللذَين تحظى بهما تركيا بالرغم من عدم احتوائها على أي مصدر وفير من مصادر الطاقة.

وأوضح كاراغول أن قوة الدول وثراءها في مجال الطاقة ليست محصورة بوجود النفط في أرضها، فالدول التي تمر من خلالها خطوط نقل الطاقة لا تقل أهمية وتلعب دورًا رئيسيًا في مجال الطاقة في العالم.

وعُقِد مؤتمر إسطنبول للطاقة تحت شعاري "الطاقة من أجل السلام" و"احتضان آفاق جديدة"، ليوحي برغبة الأعضاء بمناقشة أساليب جديدة في عملية نقل الطاقة وإنتاجها، لرفع مستوى الجودة وتخفيض التكاليف.

ووفقًا للكاراغول فإن انعقاد المؤتمر في إسطنبول بشكل متكرر فيه إشارة ملموسة إلى تحوّل تركيا من دولة منعزلة سياسيًا واقتصاديًا إلى دولة مركزية رئيسية لعملية نقل الطاقة ما بين الدول المنتجة والأخرى المستهلكة.

وأكّد كاراغول أن هذا المؤتمر يرفع من الهوية السياسية والاقتصادية لتركيا، بالإضافة إلى أنه يظهرها بشكل قوي أمام دول العالم كلها، مبينًا أن المؤتمر له تأثير إيجابي كبير فيما يتعلق بهدف تركيا الرامي للحصول على لقب "مركز لتحويل الطاقة".

وأردف أن هذا المؤتمر يساهم في مواجهة الحرب النفسية التي تستهدف تركيا، والتي تسعى منذ محاولة انقلاب 15 تموز تصوير تركيا على أنها دولة مهزوزة اقتصاديًا وغير مستقرة سياسيًا تسودها الفوضى والخراب.

وبحسب كاراغول، لم تمضِ سوى ثلاث شهور على محاولة الانقلاب الفاشلة، ومع ذلك أخذت تركيا على عاتقها تنظيم مؤتمر عالمي يحضره رؤساء 85 دولة وشركات طاقة عالمية، ولن تحتاج تركيا إلى جهد إضافي لتفنيد ادعاءات الحرب النفسية!

وأشار إلى أن ذلك كان ردًا قويًا على تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني لتركيا، فبالرغم من الفوضى التي تحيط بتركيا وبالرغم من مواجهتها لأخطر منظمات إرهابية كداعش وغولن وبي كي كي، إلا أنها ما زالت قائمة بكامل قوتها الاقتصادية والسياسية، فبدلاً من إظهار الأمر على أنه دليل دامغ على قوتها، يتم إظهاره على أنه يؤثر سلبًا في الأعمال الاستثمارية الأجنبية، ولكن المؤتمر المذكور واستمرار قدوم الاستثمارات الأجنبية إلى تركيا يدلان على أن تصنيف موديز لم يلقَ اعتبارًا حقيقيًا من قبل المستثمرين.

ونوّه كاراغول إلى أن مشاريع نقل الطاقة التي ستمر من تركيا هي نقطة النقاش الأساسية للمؤتمر، موضحًا أن خط السيل التركي الذي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا الشرقية ومن ثم الغربية يتعلق وحده بالمصالح السياسية والاقتصادية الخاصة بأكثر من 40 دولة، عوضًا عن مشاريع نقل الطاقة الأخرى التي تربط مصالح 85 دولة القادمة إلى تركيا.
واستطرد مبينًا أن الكثير من الدول المشاركة ترغب في الحصول على فرصة للاستثمار في عمليات نقل الطاقة وتشغيلها، وهذا يشكل المحور الأساسي الثاني للمؤتمر الذي تحاول تركيا إنهاءه بإرضاء أكبر عدد ممكن من الدول المشاركة، وإن أمكن إرضاء جميع الدول.

وختامًا اقترح كاراغول إحالة عدد كبير من المشاريع التشغيلية إلى الدول الأوروبية، لمنعها من ممارسة الحرب النفسية ضد تركيا، وتطمينها فيما يتعلق بعدم رغبة تركيا في استخدام هذه الخطوط كورقة "استفزازية" ضد أي دولة من الدول المستفيدة منها، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية أيضًا يجب عليها إبداء نية صادقة للتعاون مع تركيا، كونها الدولة المركزية لنقل الطاقة التي تحتاجها بكميات عالية كدول مستهلكة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!