ترك برس

قال المحلل السياسي أوغوز دوزغون إن وسائل الإعلام والرأي العام العالمية وقعت في غمار الترويج للمصطلح "السخيف" "ضد الأردوغانية" أو ما بات يُعرف حديثًا باسم "الأردوغانوفوبيا" منذ تولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئاسة بلدية إسطنبول عام 1994.

وأشار دوزغون إلى أن العقل الحاكم للعالم لا يروج لهذه الدعاية السياسية السوداء في تركيا فقط بل في كافة أنحاء العالم، موضحًا أن العقلية التي روجت لهذه الدعاية قطفت ثمارها في بعض الدول الأوروبية وفي السنوات الأخيرة استطاعت الاستفادة منها في منطقة الشرق الأوسط من خلال الانقلابات العسكرية التي قامت نتيجة ترويج عدد كبير من وسائل الإعلام المُدارة بواسطة العقلية المذكورة أن أردوغان يسعى لتأسيس قواعد العثمانية الجديدة في المنطقة.

وفي هذا السياق، تشبّه بعض أحزاب المعارضة البارزة في تركيا الرئيس أردوغان بهتلر، الذي يسعى حسب فهمهم إلى تأسيس نظام دكتاتوري في البلاد تمامًا كما فعل هتلر الذي تولى مقاليد الحكم عبر صناديق الاقتراع ولكنه تحول إلى دكتاتوري مدمر للعالم.

وردًا على ذلك الاتهام، بيّن دوزغون في مقاله على موقع تُرك تايم "أردوغان هو روزفلت وليس هتلر" أن سبب ادعاء بعض المعارضين لذلك هو إما لأنهم لا يرون الحقيقة التي تعكس حجم المكائد التي تحاك بحق تركيا أو أنهم يرون الحقيقة بالفعل ويقبلون الخنوع للفئة التي تحيك هذه المكائد وما تُمليه على العالم.

وبحسب دوزغون، فإن استهداف أردوغان ليس لشخصه فقط بل هو استهداف للخطط التي تسعى تركيا إلى تنفيذها على الصعيدين الداخلي والخارجي لتأسيس كيانها القوي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، تركيز وسائل الإعلام العالمية على استهداف تركيا على أنها دولة احتلال متسلطة في سوريا والعراق، بينما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران دول محاربة للإرهاب؛ أي تناقض هذا!؟

أوضح دوزغون أن هتلر منذ اعتلائه سدة الحكم عام 1933 وحتى انتحاره لم تبصر ألمانيا ضوء الانتخابات إطلاقًا، فقد أغلق الأحزاب السياسية كلها بعد توليه الحكم يوم 5 آذار/ مارس 1933. وأضاف متسائلًا: هل أغلق أردوغان الأحزاب السياسية أم سجن أي معارض له أم هي أسطوانة يُعزف على وترها لإزاحة أردوغان عن الحكم مهما كانت التكاليف؟

كان حزب العدالة والتنمية الذي أسسه رجب طيب أردوغان على وشك السقوط في وحل الحكومات الائتلافية إبان انتخابات 7 حزيران/ يونيو، يتسال دوزغون: إذا كان حزب العدالة والتنمية ومؤسسه أردوغان يمثلان حزب هتلر وشخصيته في تركيا فلماذا لا يقومان بتزوير الانتخابات وإنجاح نفسهما في كل دورة انتخابية؟

رأى دوزغون أن تشبيه أردوغان بشخصية الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة ما بين عامي 1932 و1945 أقرب إلى الصواب من تشبيهه بهتلر، موضحًا أن روزفلت من أنجح الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق، حيث استطاع البقاء في منصبه لثلاث دورات انتخابية متتالية، دون أن يتجرأ أحد على وصفه بالدكتاتور.

وحسب دوزغون، فقد تولى روزفلت منصب عمدة نيويورك التي تشبه إسطنبول إلى حد كبير عام 1928، ومن هناك بدأ مشواره السياسي الذي انتهى برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن مقارنة ذلك بتولي أردوغان لرئاسة بلدية إسطنبول التي بدأ منها مشواره السياسي الذي انتهى بتوليه رئاسة الحكومة لثلاث دورات ومن ثم توليه رئاسة الجمهورية التركية.

وعلى العكس من وصف أردوغان بالدكتاتور، أشار دوزغون إلى أن الأمريكان يرون في نجاح روزفلت بالحفاظ على الرئاسة لسنوات طويلة إيجابية لديمقراطيتهم، وأنهم يرون أن مضمار ديمقراطيتهم أتاح للكثيرين فرصة مواصلة تجاربهم الناجحة، فإن كان تكرار النجاح في الدورات الانتخابية يُحتفى به من قبل الولايات المتحدة لماذا يُذَم من قبل الغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية، والمعارضة التركية إذا تم في تركيا؟

وأضاف دوزغون أن روزفلت نجح في إخراج الولايات المتحدة من الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت عام 1929، وأردوغان أيضًا تمكن من إخراج تركيا من الأزمات الاقتصادية المتكررة وإيصال اقتصادها إلى وضع غير مسبوق من القوة.

ونوّه إلى أن روزفلت أعلن عام 1933 حالة الطوارئ التي تمنح السلطة التنفيذية مساحة واسعة لاتخاذ القرارات اللازمة في وقت الحرب، وكون تركيا تعرضت لعملية "احتلال" في تموز/ يوليو الماضي أعلن أردوغان حالة الطوارئ القاضية باستخدام صلاحيات واسعة لتطهير الدولة من تغلغل جماعة غولن، وهذه نقطة أخرى تثبت صحة تشبيه الشخصين ببعضهما، فإن حصل روزفلت على هذا الحق في الماضي لماذا لا يحق لأردوغان الحصول عليه من أجل انقاذ بلاده من الأخطار المداهمة لها؟

التشبيه الأخير بين أردوغان وروزفلت كان أن روزفلت حمى بلاده من الحرب العالمية الثانية لسنوات طويلة، ولكن عندما رأى أن مصالحها معرضة للخطر شرع على وجه السرعة بالمشاركة في الحرب إلى جانب دول الحلفاء، أما أردوغان فقد عمل على تطبيق سياسة تصفير المشاكل مع جميع الدول المجاورة وغير المجاورة، ولكن عندما رأى بلاده تتعرض للخطر أرسل قواتها العسكرية إلى شمال سوريا، فأين الدكتاتورية والأسلوب "الهتلري" في ذلك؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!