د.أشرف دوابه - خاص ترك برس

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شعبه إلي تحويل الدولارإلي ليرة تركية في ظل انخفاض الليرة بنحو ١٤٪‏ منذ الانقلاب العسكري الفاشل.. فماذا حدث؟

تسارع الشعب التركي لتحويل ما لديه دولار إلى ليرة تركية.. بل وابتكرت المؤسسات والمحلات ابتكارا رائعا من خلال منح خصومات لمن يقوم بالتحويل إلي ليرة.. وقد ارتفعت قيمة الليرة بعد ذلك بالفعل..

 وهذا الحدث يعكس ما يلي:

1- قيمة تأثير القيادة المخلصة الصادقة في شعبها خاصة وأن الرئيس أردوغان هو اول من حول وديعته بالدولار إلى الليرة.

2- وعي الشعب التركي الذي يوقن بوجود مؤامرة علي تركيا واعتبار ما يحدث هو انقلاب اقتصادي بعد فشل الانقلاب العسكري.. فالشارع التركي علي يقين أن المحرك لهذا الانقلاب الاقتصادي هو يد داخلية من خلال مجموعة فتح الله غولن التي ما زالت أياديها الخفية تسعي لتهريب الأموال فضلا عن التآمر الخارجي من قبل الاتحاد الأوروبي الذي جمد برلمانه مفاوضات ضم تركيا إليه وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي باء سعيها بالفشل في الانقلاب العسكري.

3- التحليل الاقتصادي يؤكد ما سبق فضلا عن دخول تركيا حرب معلنة في العراق وسوريا.

4- لا يمكن مقارنة انخفاض الليرة بانخفاض الجنيه فانخفاض الليرة نحو 14٪‏ منذ الانقلاب العسكري (منتصف تموز/ يوليو الماضي) والجنيه انخفض منذ أوائل الشهر الماضي فقط بما يزيد عن 104٪‏ ومنذ الانقلاب العسكري ما يزيد عن 158٪‏.

وأسباب الانخفاض بينهما مختلفة.. فتركيا ذات حكومة منتخبة وانجازات هائلة وعدالة في التوزيع ظاهرة وحماية اجتماعية لا تفريط فيها ومصر يحكمها انقلاب عسكري يأخذ من جيوب الفقراء لصالح العسكر وعملاءَهم من الشرطة والقضاء..

وتركيا بها بنية اقتصادية تحتية وقوة صناعية تصديرية هائلة ومصر تفتقد لذلك اللهم إلا عسكرة الاقتصاد والتنمية من خلال بناء السجون وقتل النفوس.. وتركيا بها شعب واع ملتف حول قيادته ومصر يفتقد شعبها مثل هذا الوعي.. ورغم أن وجه الانقلاب الكالح في مصر بات مكشوفا للشعب ولكن حالت الدبابة بينهم وبين الكلام أو الصراخ..

5- ما يحدث في المنطقة يعكس أن هناك مخاطر تحيط بتركيا وهذا ليس جديد في سنَن الله الشرعية والكونية فالمؤامرة واضحة ومستمرة علي كل ما هو إسلامي (ولا يزالون يقاتلونكم حتي يردوكم عن دينكم إن استطاعوا).. ورغم هذه المخاطر فإن المستقبل بإذن لله سيكون لتركيا وستكون أكثر قوة مما هي عليه والمخاض الإسلامي قادم لا محالة في ظل اشتداد الظلمة وقتل أهل السنة وإن شاء الله سيكون العقد القادم عقد نصر وتمكين.

6- أهمية أن يتسم المسلمون في أرجاء المعمورة -لا سيما العرب منهم- بالإيجابية تجاه تركيا التي أصبحت الدولة الوحيدة في العالم ملاذا للمظلومين وآمانا للخائفين وحضنا للمهاجرين.. وهذه الإيجابية تقتضي أن يتوجه المسلمون والعرب باستثماراتهم بقوة نحو تركيا دعما لهذا الاقتصاد وهذا لن يمنعهم أيضا من تحقيق ربحية ترضيهم باعتبار الاقتصاد التركي اقتصادا واعدا وذات بنية تحتية قوية وأنشطة اقتصادية متنوعة..

كما أن المسؤولية التضامنية مع تركيا تتطلب تعزيز سياحة المسلمين والعرب نحو تركيا سواء أكانت تلك السياحة: سياحة ترفيهية أو علاجية أو سياحة مؤتمرات وندوات ودورات تدريبية وكذلك إرسال البعثات التعليمية للدراسة فيها وتوجيه دفة الاستيراد لتكون منها بديلا عن غيرها.

وختاما تبدو أهمية أن تعزز الحكومة التركية من صادراتها لاسيما في الدول الإفريقية والعربية والتوسع في الاتفاقيات الثنائية للتعامل المتبادل بعملتها وعملة البلدان الأخرى التي لها تجارة بينية معها وكذلك مراقبتها للتحويلات الخارجية بما في ذلك التحويلات التي قد تحدث بصورة غير رسمية من أجل تهريب الأموال وخلخلة الاقتصاد.

فأمن تركيا الاقتصادي لا يقل أهمية عن أمنها العسكري في ظل إرهاب وتؤامر دولي بدت وجوهه القبيحة ولكن -بإذن الله تعالى- سيهزم الجمع ويولون الدبر وستنطلق تركيا بحكومتها وشعبها ومناصريها لا محالة نحو مجد الماضي وقوة الحاضر وازدهار المستقبل.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس