ترك برس

تباينت آراء وتحليلات الخبراء والمحللين السياسيين حول أبعاد وتداعيات عملية اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كارلوف، وحدوثها بعيد قرار مجلس الأمن إرسال مراقبين أمميين إلى حلب، لكنها أجمعت على أن العملية لن تؤثر سلبا على العلاقات بين روسيا وتركيا.

ومساء الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، تعرض السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، إلى هجوم مسلح أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقيا في العاصمة التركية أنقرة؛ ما أدى إلى مقتله.

وخلال مشاركته في برنامج على قناة" الجزيرة" القطرية، وصف المحلل السياسي في صحيفة غازيتا رو الروسية الإلكترونية ألكسندر براتيرسكي اغتيال السفير الروسي في أنقرة بأنه "جريمة لا تصدق"، لكنه قال إنها لن تؤثر سلبا على العلاقات بين روسيا وتركيا.

وأكد ضرورة إجراء تحقيق روسي تركي مشترك في الحادثة، معتبرا أن من المهم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إظهار قدرته على التحقيق الجدي في الحادثة، مشيرا إلى أنه إذا اتضح من التحقيق أن الحادثة كانت عملا فرديا، فإن ذلك يعني أن تركيا لا تقوم بدورها في حماية الدبلوماسيين والسفراء المعتمدين لديها بالشكل المطلوب.

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية علي مراد إن عملية اغتيال السفير الروسي لحظة جديدة ومنعطف في انعكاسات الأزمة السورية على دول الجوار، وهي أول عملية اغتيال سياسية وعلى الهواء مباشرة ترتبط مباشرة بموقف روسيا من أزمة حلب وإدارتها لها.

وأضاف أن العملية تعد كذلك رسالة للحكم في تركيا وتضع علامات استفهام كبرى حول التفاهمات بين الروس والأتراك حيث سكتت روسيا عن دخول تركيا إلى شمال سوريا وشن عملية درع الفرات مقابل تحييد وإخراج حلب من دائرة الاشتباك بين البلدين.

واعتبر أن انعكاسات العملية على علاقات البلدين ستكون أقل إذا كانت عملية فردية لكنها ستكون أكثر تأثيرا إذا اتضح أنها نفذت بواسطة جماعة بعينها.

بدوره، قال الباحث والمحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو إن المستفيد من عملية الاغتيال هي الجهات التي تريد تعكير صفو العلاقات بين تركيا روسيا، مشيرا إلى أن الغرب والولايات المتحدة مستاؤون من التقارب التركي الروسي.

وتوقع ألا تؤثر العملية على العلاقات التركية الروسية، معتبرا أنها ستكون أزمة عابرة يتجاوزها البلدان.

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، قال في تغريدة نشرها عبر موقع "تويتر"، إن "قتل السفير عمل مرفوض، والأمة تدافع عن نفسها بالمواجهة في جبهات كثيرة، ولكن الأمم المهانة لا ينضبط كل أبنائها، وطبيعي أن يحدث ذلك".

ورأى الزعاترة أن زعيم منظمة الكيان الموازي فتح الله غولن يستغل قضية اغتيال السفير الروسي، يث قال بحسب رويترز: "قتل السفير عمل إرهابي شائن.. الأمن تدهور في تركيا بعد إقالة وسجن أفراد من الأمن عقب الانقلاب"!!

من ناحيته، اعتبر رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية محمد السُلمي، إن اغتيال السفير الروسي "سيعقد الأمور ويخلط الأوراق من جديد وقد تعاني تركيا من ذلك كثيرا، وسيعاني السوريون أضعاف ذلك. كان الله في العون".

وأضاف الخبير السعودي: "تتحول روسيا في هذه اللحظة التاريخية من الدفاع إلى الهجوم من الجاني إلى الضحية، سيتم نسيان جرائمهم في حلب".

بدوره، قال أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر المفكّر الإسلامي محمد مختار الشنقيطي: "لا ريب أن اغتيال السفير الروسي مضر بتركيا، لكن الأكثر إضرارا بتركيا هو غياب استراتيجية إقليمية فعالة وانتظار الحريق ليصل إليها.. لا قدر الله".

وتابع: "ما دامت تركيا قوية ومتماسكة بقيادة أردوغان وحزب العدالة والتنمية، فسيظل لدى الأمة الاسلامية نواة صلبة للمقاومة والانطلاق إلى المستقبل"، مبينًا أن "حرص تركيا على صداقة روسيا ليس محبة في بوتين ولا استسهالا لهمجيته، لكنه إدراك لغدر الحليف الأميركي الذي كاد يهدم تركيا في الانقلاب الفاشل".

أمّا الباحث والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غُل، فقال إن "اغتيال السفير عمل ارهابي تدينه تركيا حكومة وشعبا، وﻻ أتوقع أن تتأثر العﻻقات التركية الروسية الثنائية وﻻ على صعيد التفاهمات السياسية حول سوريا، روسيا وتركيا معنيتان للتغلب على الصعاب".

وأضاف: "ﻻ شك أن هناك من سيحاول اﻻستفادة من عملية اﻻغتيال لﻻساءة للعلاقات التركية الروسية"، معتبرًا أن تنظيم الكيان الموازي يمكن أن يكون متورطا باﻻغتيال كما أشار إلى ذلك رئيس بلدية أنقرة ولكن اﻻمر متروك للتحقيق".

وأشار غُل إلى أن "روسيا واجهت تنظيم غولن وحظرته قبل تركيا بسنوات لعلاقتها بوكالة المخابرات الأمر كية (سي آي أي)، وﻻ أستبعد أن هناك مخابرات دولية معنية بدق اسفين في العلاقات التركية الروسية.

وشدّد على أن "استهداف أية بعثة دبلوماسية في أي بلد هو استهداف لسيادة البلد المستضيف فتركيا وسيادتها وأمنها واستقرارها استهدف في حادثة اغتيال السفير".

وأردف غًل قائلًا: "نقل التحقيق لمجلس الأمن الدولي في حادثة اغتيال السفير ربما يستصدر قرارا ضد دولة أو جماعة ثبت تورطها في حادثة الاغتيال وهو أمر لصالح تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!