ترك برس

كُشِف النّقاب عن تفاصيل لقاء مغلق بين الرئيس الثامن للجمهورية التركية تورغوت أوزال ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر في عام 1990، حيث تحدث أوزال عن العلاقات بين تركيا والسوق الأوروبية المشتركة، وعن وحدة ألمانيا والوضع في الاتحاد السوفييتي مع “المرأة الحديدية” البريطانية.

ونقلت وكالة الأناضول عن الأرشيف الوطني البريطاني أن اللقاء حدث في فعاليات إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لمعركة جناق قلعة بولاية جناق قلعة الغربية في 25 نيسان/ أبريل 1990، حيث عقد الزعيمان اجتماعًا استمر ساعة وناقشا عددًا من القضايا.

وذكرت الوثائق التي ظهرت إلى العلن مؤخرًا أن أوزال حذر تاتشر من تحولات محتملة في البلقان وسط تفكك جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية، وأشار إلى أن الأذر واللتوانيين لا يلقون معاملة عادلة من قبل السوفييت.

وقال أيضًا حسب الوثائق إنه لا يعتقد أن الاتحاد السوفييتي الإمبريالي سيظل وقتًا طويلًا، في حين نوّهت تاتشر إلى السلوك العدواني المتزايد للاتحاد السوفييتي وأكدت أهمية حلف شمال الأطلسي “ناتو” في الدفاع عن الدول الغربية.

كما أكد الرئيس التركي السابق خلال اللقاء على أن تركيا يجب أن تكون عضوًا في اتحاد الجمارك الأوروبي بحلول عام 1995، في حين تقول تاتشر إنه ينبغي أن لا يُوسّع الاتحاد حتى تطبيق السوق الموحدة على كل الدول.

وقد وُصِفَ أوزال في الوثائق على أنه “مُسلِم ورِع”، قصير القامة، وبدين، وقائد ودود، ومستمع جيد ومتحدث جيد.

تـورغـوت أوزال

وُلِد في عام 1927 لعائلة كردية، وهو مهندس إلكتروني، عمل موظفًا حكوميًا وتبوأ لاحقًا منصبًا إداريًا في شركة خاصة. وشق طريقه في السياسة بعد ترشيحه في انتخابات عام 1977 من قبل حزب الخلاص الوطني ذي التوجه اليميني.

لم يفُز أوزال في الانتخابات، إلا أنه عُيّن مستشارًا لرئيس الوزراء. وعُيّن في حكومة ما بعد انقلاب عام  1980 نائبًا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية لكنه استقال في عام 1982.

أسّس أوزال حزب الوطن الأم، وفاز في الانتخابات عام 1983 وأصبح رئيسًا للوزراء. وفي عام 1989 انتُخِب رئيسًا للبلاد.

يُعد أوزال من الشخصيات البارزة في التاريخ السياسي الحديث لتركيا، وعُرِف بمظهره العملي، فقد ظهر عدة مرات مرتديًا قميص تيشيرت أو بدون ربطة عنق. وفي فترة رئاسته للحكومة التي تلت نظامًا عسكريًا انقلابيًا بعد انقلاب عام 1980، رسم صورة لنفسه على أنه “رجل الشعب”.

يُعرف عن أوزال أنه مهندس سلسلة من الإصلاحات التي ساهمت في تحرير الاقتصاد التركي، في حين خدم وكيلًا في الحكومة قبل انقلاب عام 1980. واصل تنفيذ إصلاحات أدت إلى دفع الواردات والصادرات.

ويُعتقد أن خلفيته المحافظة، ومحاولاته لتحديث البلاد، ودفعه للإصلاحات الاقتصادية التي فضلتها دوائر رجال الأعمال الأتراك ساعدت في ضمان دعم شعبي واسع له في الانتخابات الرئاسية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!