هاشمت بابا أوغلو - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تحزننا تصريحات أوباما وكاميرون وميركل، وتمتلئ صدورنا بالغضب والانكسار حين نستمع إلى إذاعات "سي أن أن" و"بي بي سي" ولكن هناك الوجه الآخر من العملة.

لأول مرة تنكسر القيود التي كانت تكبل السياسيين لينتقدوا إسرائيل ويستيقظ العامة، إننا أمام صحوة جديدة. لم يعد بمقدور الثقافة الصهيونية الشهيرة أن تسدل الستار على الحقائق، وهذا يدل على دخولنا عصراً جديداً.

ربما يكون مليئاً بالصعاب ولكنه يحمل في طياته تغيرات كبيرة. يمكنني القول إن نهاية إسرائيل قد بدأت، فهي توقد نارها بالقنابل التي تلقيها على غزة.

ولايمكننا إنكار حقيقتين هامتين. الأولى أن كل وسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على غزة لنقل ومتابعة ما يجري فيها، والثانية هي أنّ مظاهرات واحتجاجات لعشرات الآلاف من المسلمين وغير المسلمين تعمّ أرجاء الشوارع في مدن من مختلف أنحاء العالم، تحمل أعلام  فلسطين ولافتات "أنقذوا فلسطين من يد إسرائيل"، حتى أن هذه الاحتجاجات لم تخلو من اليهود المعادين للصهيونية.

كتب "آلان هارت"، وهو مراسل سابق في "بي بي سي"، كتاباً بعنوان "الصهيونية :العدو الحقيقي لليهود". وفي 25 كانون الثاني/يناير 2005 ألقى "هارت" محاضرةً في إنكلترا تحمل عنوان الكتاب، حضرها وقتها 800 شخص، منهم يهودٌ ممن يعيشون في المهجر، وهذا ما أسعد الكاتب الذي اعتبر حضور 800 شخص "نقطة تحول". قال هارت "إنّ هذا الرقم يَعِدُ بمستقبلٍ مشرق، فقد كسر العالم صمته على أعمال اسرائيل".

وبعد مضي 9 سنوات، ورغم الأكاذيب التي تبثّها إسرائيل عبر الإعلام فلا زالت شوارع الغرب تمتلئُ بالجموع الغاضبة على الصهاينة. وإن رؤية العوامّ الوجه الحقيقي لإسرائيل أمر ستترتب عليه نتائج حتمية.

أما غزة التي نسيها الشارع العربي، فلا بُد من الحديث عنها أيضاً، فقبل أعوام قليلة فقط كُنّا نعيش الربيع العربي، الذي سرعان ما تحول إلى خريف، والسؤال هنا هل من الممكن أن نتخيل ربيعاً في إسرائيل؟

فلنعاود التفكير في كل شيء من جديد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!