أفق أولوطاش - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الوفاء بواحد من أهم الوعود التي قطعتها على نفسها  وهو تطهير مدينة الرقة من تنظيم داعش الإرهابي، لكن ترامب ما زال مترددا حول "الجهة التي ستخوض معها هذه العملية؟"، وتعلم أمريكا بصعوبة أي عملية بدون تركيا وباستحالة تطهير الرقة من داعش بمشاركة حزب العمال الكردستاني، وفي نفس الوقت لا ترغب أمريكا بالتعاون مع الجيش الحر والقوات العربية خوفا من زيادة تكاليف العمليات العسكرية، ومن جهة أخرى لا تريد التخلي عدم مواصلة دعم حزب العمال الكردستاني ماليا.

ليست الرقة من أولويات روسيا لأن أولويات روسيا الجيوسياسية في سوريا هي في القسم الغربي والشمالي الغربي، وتركت محاربة داعش لتركيا والغرب، لكن لدى روسيا خطا أحمر ليس تجاه داعش في سوريا وإنما تجاه جبهة النصرة المتغلغلة داخل قوات المعارضة في إدلب.

المستفيد الأول من تنظيم داعش حتى الآن هو النظام السوري، فمدينة الرقة لا تهمه على الإطلاق لكن همه الأول هو زرع داعش في قلب مدينة ديرالزور وسياسة المقايضة في منابع الطاقة حول مدينة تدمر، أي أن محاربة داعش ليست في جدول أعمال النظام أبدا.

أما بالنسبة إلى إيران فهي أقل المتأثرين سلبا من تنظيم داعش أو بالأحرى يمكننا القول بأن تنظيم داعش في المنطقة ساعد على توسعها في المنطقة، مثل النظام السوري الذي لا تشكل محاربة داعش أولوية لديه ولم يستعد أبدا لعملية الرقة.

كما يريد حزب العمال الكردستاني المشاركة بعملية استعادة الرقة بدفع ودعم من أمريكا ويقوم بالاستعدادات لذلك، ولكن الرقة ليست هدفه الرئيسي في المنطقة، بل على العكس إن تواجده فيها يشكل تهديدا له، ولهذا السبب ليست لديه أطماع في السيطرة على الرقة، وإن تم وسيطر عليها فسيستخدمها كورقة للتفاوض والمساومة لا أكثر ولا أقل.

إن تقدم قوات المعارضة السورية باتجاه مدينة الرقة صعب جدا في الوقت الحالي، لأنهم يعملون بقرار وقف إطلاق النار مع نظام الأسد وحلفائه من جهة، ومن جهة أخرى يحاربون تنظيم داعش في مدينة الباب ومن جهة أخرى أيضا تحدث في صفوفهم نزاعات وانقسامات تفقدهم طاقاتهم، أما بالنسبة إلى المعارضة السورية السياسية فعليها القيام بمبادرات مكثفة في المجتمع الدولي بخصوص موضوعين من أجل الرقة، أحدهما طلب الدعم للمعارضة الموحدة "على الأقل مثل ما يدعم بي كي كي" والآخر: هو ضمان نظام الأسد بعدم ضرب المعارضة مستغلا لحربها على داعش.

تخوض تركيا حربا على تنظيم داعش بالتعاون مع شركاء موثوقين وبدعم سياسي واجتماعي داخلي من أجل إحلال الأمن في المنطقة، وقد بدأت أولويات تركيا بتطهير المنطقة من عند الحدود التركية السورية، وسوف تتمها متقدمة باتجاه الباب ومن ثم منبج، وليست لتركيا مطامع في الرقة، بل إن ضمان أمن تركيا يحتم عليها تطهير الرقة وعفرين وتل أبيض والقامشلي من الإرهاب، ولهذا فإن تركيا تقدم عرضا إلى أمريكا بهذا الشأن وهو بأن تتعاون مع القوات الخاصة الأمريكية على تقديم الدعم للحلفاء المحليين على الأرض كالجيش السوري الحر والعشائر العربية.

اختلفت وجهات نظر كل من تركيا وأمريكا بخصوص الشأن السوري، لكن من الصعب على أمريكا أن تجد شريكا وحليفا مثاليا كتركيا.

خطة تركيا كالتالي: تعمل على طرد حزب العمال الكردستاني والتحرك مع القوات العربية المحلية من أجل  تطهير المنطقة من الإرهاب.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس