ترك برس

قال الخبير العسكري السوري العقيد أديب عليوي، إن الحرص على حياة المدنيين والحيلولة دون إلحاق الضرر بهم هو السبب في تأخر قوات "درع الفرات" المدعومة من تركيا في الدخول إلى مدينة "الباب" بريف محافظة حلب شمالي سوريا، وتحريرها من تنظيم الدولة "داعش".

بعد ثلاثة أشهر على انطلاق عملياته المسماة بدرع الفرات، أصدر الجيش التركي بيانًا أكد فيه أن فصائل الجيش السوري الحر، المدعومة من قبله، تمكنت بالفعل من بسط سيطرتها على مدينة الباب شمالي سوريا، بعد معارك طويلة مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال عليوي، خلاله حديثه لشبكة "التلفزيون العربي"، إن معركة الباب انتهت، بالمنطق العسكري، منذ سقوط الخطوط الدفاعية الأولى لداعش،" وأرجع السبب في تأخر تحرير المدينة إلى "حرص القوات على حياة المدنيين المتواجدين، والذين استخدموا دروعًا بشرية من قبل التنظيم المتشدد".

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية، أشار الخبير العسكري إلى أن الإدارة السابق برئاسة باراك أوباما كانت تفضل الورقة الكردية، ولكن ليس من المرجح أن توافق الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترامب على تفضيل الصديق الكردي مقابل الحليف الاستراتيجي التركي.

وفي ذات الصدد، أكد الباحث السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو أن "الولايات المتحدة أقرب لاختيار تركيا لمهمة تحرير الرقة واستئصال داعش، لأنها الوحيدة الموجودة على الأرض، والوحيدة التي تحارب التنظيم بشكل حقيقي،" على حد وصفه.

وأضاف الباحث السياسي أنه "لا يمكن الخلط بين تركيا، التي تعد أقوى دولة في الشرق الأوسط وثاني أقوى دولة في حلف الناتو، مع مجموعات كردية مسلحة، أرادت أميركا استخدامها في ظل إدارة أوباما،" لافتًا إلى أن "هناك تخبطًا في السياسة الخارجية الأميركية حاليًا، ولكن ترامب يريد تحسين العلاقة الاستراتيجية مع تركيا".

ووصف كاتب أوغلو الحديث حول عدم استطاعة تركيا التحرك إلا بضوء أخضر أميركي، بأنه "غير دقيق،" ولكنه أكد على أن "أميركا عليها الالتزام بوعودها حول انسحاب الأكراد من مدينة منبج".

وفي وقت سابق، صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، على إثر الانتصار الذي تم إحرازه، بأن الحياة الطبيعية ستعود إلى المدينة قريبًا، كما استنكر ما وصفه بـ"تظاهر العالم بأنه يحارب تنظيم الدولة الإسلامية،" في حين أنه "ليس هناك من يحارب التنظيم سوى تركيا"، على حد تعبيره.

ورغم أن بعض الخبراء العسكريين يرون أن مدينة منبج، الخاضعة لسيطرة وحدات كردية تناصب تركيا العداء، قد تكون الهدف القادم لدرع الفرات، فقد أشار الرئيس التركي إلى أن الهدف الثاني للعمليات التركية يجب أن يكون الرقة، المعقل الأهم والأكبر للتنظيم في سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!