سيفيل نورييفا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

إن لم نضع في عين الاعتبار رد فعل أو صمت إسرائيل الخبيث منذ مدة طويلة إزاء ما يدور في الشرق الأوسط بما في ذلك الربيع العربي، فلا يمكننا معرفة كنه ما تريد فعله في المسجد الأقصى.

نرى أن الحكومات والممارسات في العالم الإسلامي، وفي الشرق الأوسط على الأخص، تسير باتجاه المصالح الإسرائيلية. الأمر يتعلق بحقيقة أن إسرائيل دائمًا هي الطرف الذي يملي رغباته. ليس بخافٍ على أحد أن اليهود يعيشون بهناء في المنطقة برمتها، ويملون رغباتهم على الأوساط المالية خصوصًا، ويملكون أيد طوال للغاية في مجال صياغة السياسة. وضع إسرائيل باستمرار سيناريو الخوف من المسلمين، ومن خلال ذلك تقديم نفسها على أنها مظلومة، هو جزء من سيناريو كبير.

من غير الممكن أن نقرأ الحملة الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود ضد المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة، خارج سياق الإملاء الجيواستراتيجي العام في الشرق الأوسط. وتل أبيب عازمة على التخلص من الوعود التي قطعتها للمجتمع الدول ثم لم تفِ بها، باستخدام القوة والإملاءات.

ولا يخفى على أحد أن إسرائيل تركز كل جهودها على هذه القضية من أجل جعل القدس عاصمة لها. ومن المناسب أن نقرأ حملتها المستمرة على مرسي في مصر ومحاولتها إسكات جماعة الإخوان المسلمين على أنها أرضية لما تفعله اليوم في المسجد الأقصى.

وليس من الصعب أبدًا أن نفهم الدعم الذي تقدمه لجهود تكوين حزام إرهابي في سوريا. و ندرك أنها تضع خطط دولة إسرائيلية جديدة عبر اللعب بالورقة الكردية. كما أننا نرى مساعيها من أجل دفع الشرائح المناهضة للدين كي تقف ضد الإسلام، وإسهامها في خلق أصوات معادية لبعضها البعض في العالم الإسلامي للحيلولة دون توحيد الكلمة فيه.

وليس هناك من يجهل أن السعي لتشكيل "دولة مترامية الأطراف" بالاستفادة من الحروب الدائرة في محيطها، هو من الأهداف الدائمة لإسرائيل، التي تعمل بصمت دائمًا. بل إن الوحدة القائمة بين الرمز على علمها وأعمالها هي تفسير لما يجري في المسجد الأقصى.

ويجب علينا أن نعتبر جانبًا من التعسف المفروض على المسلمين في الأقصى منذ أيام، حملة لتوجيه ضربة إلى تركيا. ونقرأ الإملاءات المفروضة في قضية المسجد الأقصى على أنها مؤشر واضح للمساعي الإسرائيلية الرامية إلى وضع خريطة مصالح دائمة لها خلال عملية إعادة رسم الشرق الأوسط.

تهيئة المجتمع الدولي لتقبل هذا الوضع رويدًا رويدًا، وإعلان القدس عاصمة لها، وإقامة التوازن الدولي في الأثناء هي نتاج عقل وتفكير في غاية العمق.

الهدف النهائي لدولة الإرهاب التي تسعى الولايات المتحدة إلى إنشائها في سوريا هو ترسيخ سيطرة إسرائيل على خطوط الطاقة في هذه المنطقة وطريق الحرير التجاري أو فرض خريطة للشرق الأوسط تحت سيطرة إسرائيل عن طريق حكومات وكيانات تخضع لتل أبيب.

لا بد من اتباع العناصر المحلية والدول التقليدية في هذه المنطقة الجغرافية فكرًا جديدًا بعيدًا كل البعد عن الطائفية. أما إذا لزمنا الصمت اليوم إزاء ما يحدث في القدس فإننا سنكون قد أعددنا أرضية الصمت حيال ضياع كل مكونات هذه المنطقة غدًا.

عن الكاتب

سيفيل نوريفا

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس