كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

يبدو أن السيد كمال قلجدار أوغلو تسلم مهمة عرقلة مسيرة تركيا. يحمل ثقل هذه المهمة بمفرده بعد أن ضعفت قوة تنظيم غولن وحزب العمال الكردستاني. كل خطوة وحركة له تهدف إلى إشغال أجندة البلاد. ولهذا يصدر عنه تصريحات مثيرة ونقاشات عقيمة، فضلًا عن إثارة توتر الشارع بتصرفاته وشكايته بلاده للدول الأجنبية، وإعلانه الحرب على دولته نفسها.

إذا تساءلتم عما إذا كان ينجح في ذلك، فالإجابة نعم. على الرغم من أنه يرأس أكبر أحزاب المعارضة، إلا أن ما يفسده يعجز الكثيرون عن إصلاحه.

وفي الحقيقة، كمال قلجدار أوغلو هو نتاج تصميم ذكي. ومن أجل فهمه من الخطأ التركيز على الحاضر فقط. فهو كالكثيرين من عناصر تنظيم غولن تم إعدادهم من أجل القيام بهذه الأعمال منذ زمن بعيد. وأصبحوا "شخصيات سياسية" عبر مراحل أجريت خطوة خطوة.

ما أريد قوله هو أن المشاكل المتعلقة بالسيد قلجدار أوغلو ليست ناجمة عن نظرته إلى العالم، أو طرازه السياسي، أو المذهب الذي ينتمي إليه. فهو شأنه شأن الكثير من أعضاء حزب الشعب الجمهوري وتنظيم غولن وحزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي، تم تدريبه وتأهيله وإعداده للمهمة.

ومن العبث السعي للتأثير عليه أو تغييره. فهو لن يقوم بأي عمل سوى أداء المهمة الموكلة إليه.

وإذا تساءلتم عن الجهة التي أعدت أو سوّقت هذا الشخص، أجيب بصراحة أنها ليست سوى حلف الأطلسي والبنتاغون التي تسير الحلف. و لدى القوة التي تدير الناتو والبنتاغون مخططات كبيرة بخصوص الشرق الأوسط وتركيا.

هل سمعتم السيد قلجدار أوغلو ينبس ببنت شفة عن 1021 شاحنة أمريكية محملة بالأسلحة مرت قرب بلادنا إلى حزب العمال الكردستاني الإرهابي؟ لكن السيد قلجدار أوغلو نفسه أقام الدنيا ولم يقعدها من أجل شاحنة مساعدات أرسلها جهاز الاستخبارات التركي إلى التركمان في سوريا، وشكا تركيا إلى الغرب متهمًا إياها بأنها "بلد يرعى الإرهاب". ولم يقف عند هذا الحد بل سعى من أجل مثول رئيس الوزراء آنذاك أمام محاكم تؤسسها دول أجنبية.

السيد قلجدار أوغلو ليس زعيمًا غير منطقي وضيق الأفق، إنه في الحقيقة يقوم بمهمات ذكية ومنطقية. فبينما ترسل الولايات المتحدة آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة إلى حزب العمال الكردستاني، يقوم هو بشغل الشارع التركي بأجندات مصطنعة، انطلاقًا من تزعمه أكبر أحزاب المعارضة، ويسعى للإيقاع بين أطياف الشعب التركي. فهو مشغول بإضعاف الدولة وجعلها تقف عزلاء في مواجهة محاولات احتلال البلاد.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس