أحمد كيكيتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

لزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو ميزة مثيرة للانتباه، فهو يحب كثيرًا شكاية بلده للآخرين. في أي لقاء له مع مسؤولين أجانب تكون الأجندة الرئيسية "مساوئ تركيا...". ويقول "نحن نعيش في بلد سيئ للغاية"، "الحكومة من أسوأ الحكومات".

عندما أجرى لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين قال لهم: "إذا دعمتم حزبنا سوف نحكم تركيا بشكل أفضل، ونحسّن علاقاتنا مع إسرائيل".

في مقالة سابقة لي كتبت متسائلًا "سيد كمال، لماذا تتعاونون مع أعداء تركيا؟"، فرفع علي دعوى قضائية.

أي بلد تقع تركيا في خلاف معه، نجد أن السيد كمال، بحسب ما جرت عليه عادته وبـ "شغف"، يقف إلى جانب البلد المذكور.

في الفترة التي ساءت فيها علاقاتنا مع سوريا وقف إلى جانب الأسد.

وفي الفترة التي تدهورت فيها علاقاتنا مع روسيا وقف إلى جانب بوتين.

وبالغ في "الوقوف إلى جانب" من يختلفون مع تركيا، إلى درجة أنه وقف إلى جانب تنظيم غولن، بل إنه بنى سياسة حزبه على أساس فرضيات التنظيم.

والآن يقف إلى جانب ألمانيا (وبالتالي إلى جانب الاتحاد الأوروبي).

بحسب ما ورد في وسائل الإعلام فإن مجلة فوكوس الألمانية أجرت حوارًا مع السيد كمال الأسبوع الماضي، أجاب فيه عن أسئلة مراسلها فرانك نوردهاوسن.

سأله المراسل "بحسب استطلاع للرأي 90% من الألمان لا يرغبون بزيارة تركيا الآن لأنهم يخشون من توقيف السلطات لهم بسبب ارتدائهم قميصًا خاطئًا أو مزحة خاطئة. فهل هم محقون في ذلك؟".

السيد كمال أجاب: "للأسف أنا مضطر للقول إن هذا الوضع موجود حاليًّا. أقول منذ مدة طويلة إن لا ضمانة أمنية لأي كان في تركيا حاليًّا، لا ضمانة لأرواحكم أو أموالكم أو أملاككم. بطبيعة اححال ينبغي على الدولة أن تتخذ إجراءات في مواجهة دعاية التنظيمات الإرهابية، لكن مع الأسف نعيش في فترة تعطلت فيها القوانين واستشرى فيها الظلم. يتوجب على تركيا أن تعود بشكل عاجل إلى طبيعتها وإلى الديمقراطية من أجل كسب ثقة العالم من جديد".

وبطبيعة الحال لم ينسَ أن يقول: "سوف نطيح بأردوغان، ساعدونا على ذلك".

أصدر المكتب الإعلامي لحزب الشعب الجمهوري أمس بيانًا قال فيه: "الخبر الذي أوردته مجلة فوكوس الألمانية اليوم ونسبته إلى رئيس الحزب السيد كمال قلجدار أوغلو تحت عنوان "زعيم حزب الشعب الجمهوري يحذر السياح الألمان" لا يمت إلى الحقيقة بصلة. أرسلنا نفيًا للخبر، وتم اتخاذ الخطوات اللازمة".

أحدهما يكذب، لكن من هو؟

إذا تذكرنا أن السيد كمال يقول الحقيقة في بعض الأحيان، فإن احتمال "كذب" مجلة فوكوس يبدو أقل.

لكن لا فرق.

تبرئة السيد كمال في هذه الحادثة لا تعني أنه "صديق لتركيا". انظروا إلى تصريحاته السابقة... لن تجدوا جملة واحدة "مؤيدة لتركيا".

اتخذ السيد كمال موقفًا مناهضًا لتركيا بشكل دائم، بصفته ممثلًا لسياسة تراوحت ما بين الكمالية (نسبة إلى مصطفى كمال أتاتورك) وتأييد تنظيم غولن. وأوهم الناس أن هذه السياسة "يسارية".

والآن عليكم أن تحزروا: من الكاذب؟

عن الكاتب

أحمد كيكيتش

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس