ترك برس

أشار تقرير استراتيجي إلى أن قواعد العمليات المتقدمة التركية في الصومال "جزء لا يتجزأ من مبادرة أنقرة تجاه إفريقيا، والتي تهدف إلى تعزيز قدرات القوة الذكية لتركيا في جميع أنحاء القارة السمراء".

التقرير الصادر عن "مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية"، أورد تصريحًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يؤكّد فيه أن تركيا تهدف إلى أن تصبح "صديقة ورفيقة وطن وشريكة لإفريقيا".

ورأى أن تصريح أردوغان يعكس تركيزا واسع النطاق، يتراوح بين مبادرات القوة الناعمة والشراكات الاقتصادية والأمنية.

فما زالت الصومال في صميم المنظور الجيو - سياسي التركي في القارة الافريقية في العقد الاول من القرن ال 21. وكانت زيارة الرئيس أردوغان لهذا البلد في 2011 - حين كان رئيسا للوزراء - نقطة تحول للعلاقات الثنائية المزدهرة بين أنقرة و مقديشو.

وفقا لوكالة الأنباء التركية، فإن القاعدة العسكرية الجديدة تتمتع بموقع حيوي على مسافة قريبة جدا من مطار مقديشو وميناء مقديشو والمستشفى الذي شيدته تركيا سنة 2013. وستشغل القاعدة أربعمئة هكتار (نحو أربعة كيلو متر مربع) مع عدة مساحات أخرى للتدريب بتكلفة تقدر بنحو 50 مليون  دولار أمريكي.

وعلى الرغم من أن التقارير أشارت بداية إلى أن القاعدة قادرة على تدريب خمسمئة من أفراد القوات الصومالية، أي قوة عسكرية بمستوى كتيبة، تشير الأنباء الأخيرة إلى أن 1.500 من أفراد الدولة المضيفة وقوة تركية متقدمة قوامها 200 جندي سيخدمون في هذه المنشأة.

وذكر المسؤولون الأتراك أن الهدف الرئيسي للكتيبة هو قدرات هذه الدولة الشريكة في ظل البيئة الأمنية المضطربة في الصومال، والتي يهيمن عليها تهديد تنظيم الشباب، بحسب التقرير.

وفي مقابلة مع محطة "سي أن أن" التركية، أكد السفير التركي في مقديشو أن القاعدة صممت للعمل كمنشأة للتدريب فقط، الأمر الذي من شأنها تعزيز قدرات الجيش الصومالي، وأكد أنها لا تحمل أي أجندة توسيعية. ومع ذلك، تشير التقديرات أنه في حال تغيّر قواعد الاشتباك، فإن مهمتها قد تمتد لتشمل الدفاع الداخلي الأجنبي إذا لزم الأمر.

ووفقا لوزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو، فإن القوات الصومالية التي سيتم تدريبها في القاعدة التركية ستشكل القوة الضاربة لحكومة مقديشو لهزيمة إرهاب تنظيم الشباب.

واعتبر التقرير الاستراتيجي أن هذه التصريحات تؤكد فكرة بناء قدرات الشركاء، وتصب التركيز على التهديد الذي يشكله تنظيم الشباب. وبالإضافة إلى ذلك، لفت وزير الخارجية  الانتباه إلى أن الخطوط الجوية التركية ما زالت شركة الطيران غير الافريقية الوحيدة  "التي تربط مقديشو بالعالم على الدوام ".

وعلى الرغم من أن الرحلات التجارية إلى الصومال قد تبدو مسألة تتعلق بالاقتصاد وبناء المكانة، فإن الإبقاء على العمليات اللوجيستية يبقى جزءا لا يتجزأ من عملية الحفاظ  على الكتيبة.

ومن الجوانب الرئيسية الأخرى للانتشار التركي المتقدم في الصومال سجل القوات المسلحة التركية الذي لا تشوبه شائبة في مهماتها الخارجية. وهذا أمر بالغ الأهمية في القرن الإفريقي نظرا للاتهامات الموجهة لقوات الاتحاد الإفريقي بانتهاك حقوق الإنسان والفساد.

وبحسب التقرير، يبقى توقيت الظهور الأول للانتشار التركي المتوقع غير مؤكد. فزعمت مصادر صحيفة بداية أن القاعدة كان من المقرر أن تصل إلى كامل قدرتها بحلول أوائل سنة 2017. وفي حزيران/يونيو 2017، قال وزير الخارجية  الصومالي يوسف جراد عمر، خلال زيارته إلى أنقرة، إن المنشأة من المتوقع أن تعمل بكامل طاقتها "في الأشهر المقبلة".

وأخيرا، صرح السفير التركي في مقديشو أن القاعدة ستبدأ عملها في مطلع أيلول/سبتمبر 2017. ومن الجدير بالملاحظة أن بعض المصادر أفادت بأن العمل على إرسال الدفعة الأولى من القوات التركية إلى الصومال قد بدأ بالفعل، وفق التقرير.

التقرير (Turkey’s Forward-Basing Posture) الذي أعدّه الدكتور "جان كسب أوغلو"، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من "معهد الأبحاث الاستراتيجية" في "الكلية العسكرية التركية"، تمت ترجمته من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية من قبل "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات".

ويتناول التقرير بالتفاصيل توسّع تركيا، الدولة الإقليمية المتزايدة النفوذ، عبر قواعدها المتقدمة التي قد تختلف في أجندتها السياسية والعسكرية، إلا أنها "تعكس طموحات تركيا الإقليمية في العشرينات القادمة من هذا القرن، من خلال عمليات الانتشار خارج البلاد، والتي ستبني من خلالها علاقات ثقافية استراتيجية قوية من الدول المضيفة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!