ترك برس - ديلي صباح

انتقد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قول زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلتشدار أوغلو "إنّنا سنعود باللغة العثمانية إلى ظلام العصور الوسطى"، قائلاً إنّ كلتشدار أوغلو يجب أن يدع هذه التصريحات الاستشراقية للغرب.

وقال داود أوغلو: "كلّ مرة تسمّون فيها العصور الوسطى "عصور الظلام"، أنتم تهينون حجّي بكتاش ولي ويونس إمره"، مشيراً إلى أنّ من غير المناسب أن يبني السياسيون تعبيراتهم على خطاب استشراقي. مضيفاً أنّ "اللغة العثمانية تركيّة"، ومشيراً إلى أنّ أولئك الذين يعارضون تعليم العثمانية يتصرّفون وكأنّهم أعداء تاريخهم.

وطالب وزير التعليم التركي نبيل أفجي بقراءة بعض الكتب لتحقيق فهم أكبر لقضية تدريس اللغة العثمانية بدلاً من معاملته كأنّه موضوع دخيل.

وذلك في مؤتمر صحفي له في أنقرة بشأن تحدّث فيه عن تدريس اللغة العثمانية كمادة إجبارية في المدارس الثانوية. الأمر الذي أثار جدلاً بين السياسيين، وقد أقرّته الحكومة التركية في المجلس التاسع عشر للتعليم يوم الجمعة.

وقال أفجي: "هذا الموضوع ليس جديداً في تركيا. وقد كتب كثيرون عنه في السابق. وينبغي أن تتوصّل معارضتنا وبعض الكتّاب إلى فهم مشترك مع أولئك  الذين يريدون مناقشة المسألة".

وطالب الوزير المشاركين في النقاش حول هذه المسألة أن يضعوا لائحة من المواضيع الواجب قراءتُها، قائلاً: ينبغي أن تكون هناك لائحة من المواضيع التي ينبغي قراءتها من قبل الكتّاب قبل مناقشة الموضوع.

ودعا إلى "الامتناع عن تقديم عبارات رنّانة مثل العصور الوسطى - كما لو أنّ الموضوع تتمّ مناقشته لأول مرة في تركيا - يجب أن نطرح خطاباً أكثر اعتدالاً ونحن نقدّم أفكاراً بشأن هذا الموضوع".

وكانت اللغة العثمانية الّتي استبدلت باللغة التركية الحديثة عام 1928، قد قسّمت أعضاء مجلس التعليم الذي يتضمّن مسؤولين من وزارة التعليم التركية وأساتذة وأعضاء نقابات ومجموعات أخرى لها علاقة بالتعليم. ودافع الذين يفضّلون تدريس اللغة العثمانية كمادّة إجبارية عن الفكرة كخطوة مهمة لامتلاك فهم أفضل عن تاريخ المنطقة الذي يمتد إلى 600 عام باعتبارها مكان ميلاد الدولة العثمانية ومركزها.

تلقّت اللغة العثمانية، المنسية الآن بشكل كبير، ردود فعل مختلفة من قبل أحزاب المعارضة. فقد تعارض موقف حزبي الحركة القومية وحزب الشعب الجمهوري حيال دروس اللغة العثمانية، على الرغم من أنّهم عادةً ما يكونون في نفس الموقف إزاء سياسات الحكومة.

وأشاد النائب البارز في البرلمان التركي من حزب الحركة القومية أوزجان ينيشيري بالخطوة قائلاً: "ينبغي بكل تأكيد أن يتعلم الشباب الأتراك هذه اللغة لفهم ما مرّ به أجدادهم، وليستفيدوا من تجاربهم". كما اشتكى ينيشيري من أنّ المثقفين الأتراك لا يستطيعون قراءة التاريخ العثماني من مصادره الأصلية قائلاً: "هذه الخطوة ستمكّن النّاس منقراءة تاريخهم".

على الرغم من أنّ غالبية ردود الفعل حيال القضية كانت إيجابية، إلى أنّ رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بالنيابة عاكف حمزاشيبي ادّعى أنّ تدريس اللغة العثمانية سيكون "مفيداً فقط لقراءة المرثيّات القديمة". وقال حمزاشيبي إنّ الحكومة يجب أن تعمل على ترجمة الأعمال المكتوبة بالتّركية العثمانية إلى التركية الحديثة بدلاً من تعليم الطلّاب اللغة العثمانية.

وقال النائب من حزب الشعب الجمهوري حسين أيغون بلهجة شديدة يوم الثلاثاء إنّه لن يسمح لابنه بأن يدرس اللغة العثمانية أو اللغة العربية.

ونُقل عنه قوله: "أفضّل أن يرسب في الفصل على ذلك".

نفس الانتقاد صدر من الرئيس الثاني من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين دميرطاش الذي أبدى مؤخراً معارضته للقضية. وقال بتصريحات شديدة اللهجة: "حتّى لو فرض ذلك بقوة الجيش كله، لن أسمح لابني بدخول صفوف اللغة العثمانية هذه".

لكنّ أردوغان انتقد في كلمة له في مجلس الشورى الديني الخامس في أنقرة يوم الإثنين معارضي تدريس اللغة العثمانية في المدارس.

وقال: "إنّ الاعتراضات على تعليم لغة أجدادنا خطرة للغاية"، مضيفاً أنّ "اللغة التركية التي كانت مستخدمة في العصر العثماني ستُدرّس في المدارس حتّى يتعلّم الشّباب قراءة تاريخهم".

وأوضح أنّ الشعب التركي لا يمكنه قراءة أي شيء يتعلّق بتاريخه بلغته الأصلية، مشيراً إلى أنّ كلّ شيء في السابق ينتمي إلى الدولة التركية وأنّ الحكومة ستتّخذ كلالإجراءات لضمان تمكّن كلّ فرد من قراءة النّصوص التركية العثمانية.

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه وزارة التعليم التركية مناقشة طبيعة الأساتذة الذين سيدرسون اللغة العثمانية. حيث نُقِل أنّه سيتم تعيين 150 ألف أستاذ لتدريس اللغة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!