ترك برس

يقول الباحث السعودي المتخصص في التاريخ، فايز موسى البدراني، إن العرب أخذوا الصورة الظالم عن القائد العثماني البارز "فخر الدين باشا"، من "الدعاية الانكليزية الشريفية".

جاء ذلك خلال محاضرة أقيمت مطلع العام الجاري في مجلس الجاسر الثقافي، بالمملكة العربية السعودية، تحت عنوان: "القائد العثماني فخري باشا ظالم أم مظلوم".

وخلال المحاضرة ذاتها وصف الناقد السعودي "عائض الردادي"، فخر الدين باشا بـ"الظالم" وتجاهل التضحيات التي قدمها لحماية المدينة المنورة وأهلها ضد الأعداء إبان الحرب العالمية  الأولى.

البدراني قال في معرض ردّه على حديث الردادي بالقول إن الرواية المنتشرة في الكتب عن العثمانيين مصدرها الإنكليز، وأن كثيراً من جرائم القتل التي قيل إن القائد العثماني "فخر الدين باشا" وجنوده نفذوها في المدينة المنورة «ثبت أنها غير صحيحة، ما يؤكد أن تاريخ المدينة المنورة لم يكتب بموضوعية حتى الآن».

وأشار البدراني إلى أن المحاضر لم يتكلم أبدًا عن حصار الإنكليز للمدينة المنورة، مبينًا أن هذا الأمر ظلم لفخر الدين باشا العثماني.

https://twitter.com/N1Arts/status/943897866518630400

وأكّد أن العديد من المقالات تُظهر "أننا نحن العرب ورثنا هذه الصورة الظالمة عن فخري باشا من الدعاية الإنكليزية الشريفية، وإن العرب الذي انقلبوا على الدولة العثمانية وأكثرهم من قبيلتي، انقلبوا تحت رنين الجنيهات الشريفية الانكليزية".

ولفت إلى أن الدكتور المحاضر بتكلم عن الحصار على المدينة، دون أن يتطرق إلى أن الانكليز كانوا يحيطون المدينة، وأن هناك أكثر من 20 استخباراتي أو جاسوس انكليزي كانوا يديرون هذا الحصار وهم مع الشريف.

وأضاف: "رجلٌ يُحاصر وينقلب عليه (فخر الدين باشا)، ويهجر أهل المدينة تهجيرا اختياريًا في البداية.. ولم يستخدم سكان المدينة كجدار بشري كما يستخدم اليوم في الحروب، بل أعطائهم خيارا في الخروج، إلى أن انتهت المؤن التي عنده، فأجبرهُم وقتها على الخروج".

وشدّد على أن القائد العثماني لم يسمح لسكان المدينة بالذهاب إلى مكة أو إلى الينبع خوفًا من أن يتم نقل الأسرار ومنحها للانكليز المحيطين بالمدينة.

تسجيل كامل المحاضرة المذكورة، والذي نُشر عبر حساب مركز حمد الجاسر في "يوتيوب"، يوم 9 يناير/كانون الثاني 2017:

https://www.youtube.com/watch?v=EAhQqQwg_f4

وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد، أثار جدلًا واسعًا من خلال إعادة نشر تغريدة لأحد مستخدمي موقع "تويتر"، مؤخرًا، تتهم فخر الدين باشا بارتكاب جرائم بالمدينة المنورة، وتهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأثارت التغريدة موجة غضب كبيرة في تركيا، ودفعت بالرئيس رجب طيب أردوغان، إلى مخاطبة ناشر التغريدة بالقول "حين كان جدنا فخر الدين باشا، يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟".

يشار أن "عمر فخر الدين باشا" الذي لقبه الإنجليز بـ"نمر الصحراء التركي"، اشتُهِر بدفاعه عن المدينة المنورة جنبًا إلى جنب مع سكانها المحليين، طوال سنتين و7 أشهر (ما بين 1916- 1919) رغم إمكانياته المحدودة في مواجهة البريطانيين إبان الحرب العالمية الأولى.

ورغم الأوامر من إسطنبول، والضغط من الإنجليز حول تسليم المدينة المنورة وتركها، رفض فخر الدين باشا، ترك مدينة الرسول محمد (ص) واستمر في المقاومة، حتى اعتُقِل كأسير حرب، وأُرسِل إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات، وبفضل جهود حكومة أنقرة جرى إطلاق سراحه عام 1921، ثم تعيينه لاحقًا سفيرًا لتركيا لدى أفغانستان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!