فيردا أوزير – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

لماذا تثير الولايات المتحدة زوبعة بشأن شراء تركيا منظومة الدفاع الجوي إس-400 من روسيا؟

أولًا، شراء المنظومة سوف يتطلب وجود قوات روسية لمدة مؤقتة في تركيا، لتركيب المنظومة في البداية، ثم لتدريب الجيش التركي على استخدامها.

رئيس مركز بحوث الاقتصاد والسياسة الخارجية، سنان أولغين يقول إن هذا "نموذج تعاون عسكري خارج عن المألوف بين بلد من الناتو وروسيا".

أما محلل الشؤون الدفاعية في المركز نفسه، جان قصاب أوغلو، فيشير إلى نقطة حساسة أخرى، حيث يقول إن روسيا، من جانبها، قد تتخوف من اكتساب طياري الناتو خبرة في التعامل مع هذه المنظومة.

ويلفت إلى أنها قد تضع بعض القيود في عدد من النواحي منها البرامج الحاسوبية التي ستُنصب على المنظومة، والمصادر، والأكواد، والصيانة الرئيسية.

ويضيف: "مثلًا يمكنها أن تشترط إجراء تقنييها للصيانة الرئيسية. يمكننا أن نتصور أن موسكو لا تريد استخدام منظومة استراتيجية بهذه الأهمية تحمي مجالها الجوي، في مناورات للناتو".

إلا أن قصاب أوغلو يشير من جهة أخرى إلى أن هذا النوع من القيود على منظومة دفاعية استراتيجية أمر طبيعي.

وعلينا ألا ننسى أن روسيا لم تسلم منظومة إس-400 إلى أي بلد من قبل. أول بلد سيستلمها هو الصين العام الحالي، ومن بعدها الهند، وتركيا ستكون الثالثة. ولهذا فإن كل هذه التحليلات تستند إلى توقعات.

المصاعب الفنية والسياسية

صعوبة أخرى قد تنجم عن منظومة إس-400، وهي تحديد الطائرات المعادية. الهدف الرئيسي من المنظومة هو تحديد الطائرات التي تنتهك المجال الجوي لتركيا، وإبعادها أو إسقاطها. فمن هي الطائرات التي ستصنف على أنها معادية؟ مثلًا، هل ستُعتبر طائرة تابعة للنظام السوري تهديدًا؟ هناك مفاوضات جديّة تنتظر تركيا في هذا الخصوص.

كما أن هناك مخاطر من الناحية السياسية. فالكونغرس الأمريكي أصدر قانونًا لتشديد العقوبات على روسيا في أغسطس الماضي. والشركات المصنعة لمنظومة إس-400 موجودة على قائمة العقوبات. ولهذا قد تخضع الشركات التركية التي تتعامل مع تلك الشركات الروسية، للعقوبات.

على الرغم من هذه الصعوبات التي قد تنجم عن صفقة إس-400، علينا ألا ننسى أن تركيا تشتري المنظومة من أجل تلافي النقص الحاصل في دفاعها الجوي عقب المحاولة الانقلابية صيف 2016. هذا تعاون براغماتي على المدى القصير. أما منظومة "يوروسام" التي ستشتريها أنقرة من أجل دفاع صاروخي أشمل، فتشير إلى أن الاتفاق الدائم وطويل الأمد مستمر مع الغرب.

أما المحافظة على هذا التوازن فهي أهم شيء من أجل أمن تركيا حاليًّا.

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس