ترك برس

أكد محللون في الصناعات الدفاعية أن تركيا ستصبح خلال السنوات العشر المقبلة أحد أهم الدول المصدرة للصناعات العسكرية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مشيرين إلى إن عضوية تركيا في حلف الناتو ساعدتها على الحصول على التراخيص وعززت إنتاج الصناعات العسكرية التركية.

وذكر تقرير لموقع Nikkei Asian Review إن تركيا تعزز صادراتها من الأسلحة إلى دول جنوب وجنوب شرق آسيا مثل باكستان وماليزيا وإندونيسيا والفلبين، بهدف تنويع صادراتها خارج نطاق العملاء التقليديين فى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز.

ووفقا لمراقبين أتراك، تتمتع الصناعات التركية بانخفاض الأسعار مقارنة بالمنافسين الغربيين، كما تعرض أنقرة نقل التكنولوجيا إلى العملاء الآسيويين، ومشاريع إنتاج مشتركة بقليل من الشروط.

ومن المتوقع أن تصدق باكستان، وهي حليف تقليدي لتركيا، قريبا على أكبر صفقة سلاح ضخمة مع تركيا بقيمة مليار ونصف مليار دولار لشراء 30 طائرة مروحية هجومية من نوع (تي- 129 أتاك) التي طورتها شركة (تي إيه أي) التركية لصناعة الفضاء، وشركة "أغوستاوستلند" التابعة لشركة فينميكانيكا الإيطالية.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد اختبار الطائرة المروحية "أستطيع القول كوني طيارا، أن مروحية أتاك أقوى مروحية وأكثرها فعالية في العالم. إن القوات الباكستانية جربت المروحية على مدار 4 سنوات، في كافة الظروف ودققت في كل تفاصيلها". كما تتفاوض باكستان لشراء أربع سفن عسكرية تركية من شركة تجارة وهندسة تقنيات الدفاع التركية (STM) المملوكة للدولة، في صفقة تصل قيمتها مليار دولار.

ويشير التقرير إلى أن باكستان ليست العميل الوحيد للأسلحة التركية في جنوب وجنوب شرق آسيا. ففي مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي أعلنت شركة "أسيلسان" للصناعات العسكرية والإلكترونية التركية، أنها باعت لماليزيا أنظمة تثبيت مدفع عيار 30 ملم، وبذلك تكون الشركة قد بدأت بتصدير معدات حربية إلى دول جنوب شرق آسيا لأول مرة. ويجري تجميع هذه الأنظمة واختبارها من قبل المهندسين الماليزيين بعد برنامج تدريبي مقدم كجزء من صفقة نقل التكنولوجيا والدراية الفنية.

كما أبرمت أسيلسان اتفاقا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لبيع أسلحة مماثلة لاستخدامها فى فرقاطتين للفلبين. وجاء توقيع الصفقتين بعد أن أنشأت أسيلسان شركة تابعة في ماليزيا لإنتاج الأسلحة المحلية والمبيعات الإقليمية. وفي عام 2016 سلمت الشركة التركية ما يقرب من 5000 أجهزة للرؤية الليلية للجيش الفلبيني.

وينوه التقرير إلى أن الصناعات الدفاعية التركية استفادت من عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي ساعدها على الحصول على التراخيص ونقل التكنولوجيا من الأعضاء الآخرين، وشجع الإنتاج المشترك مع عمالقة الدفاع الغربيين مثل لوكهيد مارتن من الولايات المتحدة و بي إي سيستمز من المملكة المتحدة. وقد أدى هذا التعاون إلى تعزيز قدرات الإنتاج في تركيا، فضلا عن السماح للشركات التركية بدخول سلسلة التوريد الغربية من خلال اتفاقيات الإنتاج غير المحددة.

ونتيجة لذلك، فإن تركيا تتحول من تصدير الأسلحة النارية وقطع الغيار العسكرية والمركبات المدرعة إلى مبيعات منتجات أكثر تعقيدا مثل المروحيات الهجومية والطائرات بدون طيار والسفن البحرية. في السنوات القليلة الماضية، بدأت الصناعات التركية العسكرية تحقق وفرة في الإنتاج ، وتسعى للحصول على مزيد من الطلبات للاستمرار في إنتاج أسلحة حديثة.

ويفسر تشاغلار كورتش، المحاضر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة تشانكايا، زيادة المبيعات العسكرية التركية، بأن تركيا أكثر استعدادا لتبادل الخبرات من شركات الدفاع الغربية، وتضع شروطا أقل لاتفاقات الانتاج المشتركة، مشيرا إلى أن عضوية تركيا فى الناتو تمنحها ميزة أمام منافسيها من غير دول الناتو، مثل إسرائيل أو كوريا الجنوبية،  بالرغم من أن صادرات تركيا الحالية ليست فى فئة نظم التكنولوجيا العالية مثل صواريخ كروز او الذخائر الموجهة.

ولكن ذلك قد يتغير مع تحرك تركيا إلى أسواق جديدة، حيث يرى المحلل الأمني، أردا مولود أوغلو، أن التعاون الدفاعي بين تركيا ودول، مثل باكستان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وماليزيا سيزداد، وستصبح تركيا خلال السنوات العشر المقبلة أحد أهم الدول المصدرة للسلاح إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأضاف مولود أوغلو أن العلاقات الثقافية القوية مع الدول الآسيوية الإسلامية مثل باكستان وإندونيسيا وماليزيا، إلى جانب العلاقات الجيدة بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان والقادة الآسيويين كانت حافزا فى التعاون الدفاعي، وزيادة المبيعات التركية.

ولفت المحلل الأمني إلى أن تركيا تهدف من خلال زيادة إيرادات الصادرات الدفاعية والاستمرارية إلى الاقتراب من غايتها المقدسة، وهي الاعتماد على النفس في قطاع الدفاع، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!