ترك برس

يستغل الفنان التركي صبري سارجان أشجار المشمش الذي يوصف بـ"ذهب ملاطيا"، وتشتهر بها ولايته إغدير كذلك، للتعريف بولايته والترويج لها في تركيا والترويج لتركيا أيضًا حول العالم. حيث يعمل في صناعة الأعمال الفنية من خشب أشجار المشمش بدلًا من أن تستخدم كحطب وتأكلها النيران.

يرسم سارجان على خشب المشمش المأخوذ من الأشجار الجافة التي لم تعُد تثمر، صورًا لأهم معالم الولاية مثل جبل أغري وطيور اللقلق والخيول وغيرها، ويركز في أعماله الفنية على الأعمال التي تُعبّر عن إغدير.

تشتهر ولاية إغدير الواقعة شرقي تركيا بأشجار المشمش، وتنتج إغدير قرابة 35 ألف طن من المشمش سنويًا. ويقول كولار تشاكماك أحد زبائن سارجان: "إن المشمش جزء من حياة كل من يعيش في إغدير، وهو في حد ذاته رمز للولاية. وتُعد فكرة الاستفادة من أشجار المشمش الجافة للترويج للولاية بدلًا من أن يتحول إلى حطب تأكله النيران فكرة رائعة".

تُعرف أشجار المشمش بصلابتها وقابليّتها للتشكّل، ويشير سارجان في حديث لوكالة الأناضول إلى أنّ هذه الأشجار كانت تستخدم منذ زمن بعيد في المنطقة لصناعة مختلف الأدوات المنزلية، ويقول عن عمله: "أصنع أعمالًا فنيةً على خشب المشمش تعكس القيم الثقافية لإغدير، وأنقل عبرها هذه القِيَم إلى خارج الولاية".

تلقى قطع سارجان الفنية رواجًا كبيرًا، ويقول: "نتلقّآ طلبات تتجاوز توقعاتنا، ونُصدّر منتجاتنا إلى الولايات التركية الأخرى وإلى أذربيجان وإيران المتجاورتين، كما أنّ زوار إغدير يشترونها كتذكار لزيارتهم أو هدية لأحبائهم".

ولا يكتفي بالأعمال الفنية، إذ يصنع كذلك قطع الأثاث مثل الكراسي والطاولات وغيرها. ويبدي زبائنه الإعجاب بقطعه الفنية التي يتسابقون على شرائها.

وتُعد تركيا من أكثر مُصدّري المشمش في العالم. وقد بلغت صادراتها من المشمش المجفف في عام 2016 79 ألفًا و859 طن بقيمة بلغت 289 مليون دولار، في زيادة عن صادرات 2015 التي بلغت 65 ألف طن.

يختلف لون وطعم ورائحة ثمار المشمش في ولاية ملاطيا شرق تركيا عن غيرها من الأماكن، وذلك لتشبّعها بالماء وأشعة الشمس. إذ تُلبّي الولاية نحو 85 بالمئة من احتياجات دول العالم من المشمش المجفف عبر نحو 8 ملايين شجرة مشمش من أصل 17 مليون شجرة مشمش في كافة أرجاء تركيا.

ويبدأ موسم المشمش المجفف في ملاطيا المعروفة بـ"عاصمة المشمش العالمية" في مطلع شهر آب/ أغسطس من كل عام. وذكر غورسيل أوزبي رئيس مجلس إدارة بورصة التجارة في ملاطيا أن الولاية صدّرت لوحدها 42 ألفًا و799 طن من المشمش المجفف من أغسطس إلى كانون الأول/ ديسمبر 2016 بقيمة بلغت 140 مليون دولار.

وفي عام 2016 كذلك حقّقت ملاطيا رقمًا قياسيًا بتصديرها المشمش إلى 111 دولة بعائدات بلغت نحو 290 مليون دولار.

وتُعد الإمارات العربية المتحدة من أبرز الدول المستوردة لمشمش ملاطيا إضافة إلى السنغال والإكوادور وكوستاريكا وبنما ومنغوليا وأوزبكستان، في حين حافظت الولايات المتحدة على المرتبة الأولى بين مستوردي المشمش التركي تليها فرنسا ثم بريطانيا وألمانيا وروسيا.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!