ترك برس

قام مدربون وطلاب في معهد التدريب التابع لبلدية إسطنبول “إسمك” ISMEK، باستنساخ أهم لوحات الرسام الهولندي الشهير عالميا "فيسنت ويليم فان كوخ" على مادة السيراميك بأسلوب ثلاثي الأبعاد.

وذلك بإشراف المدربة شيماء بالجي في مركز الفنون التركية الإسلامية بمركز دورات الفنون والتدريب المهني بمنطقة فندق زادة، والحاصلة على بكالوريوس في مجال الفنون الجميلة والخزف، والتي نالت درجة الماجستير في مجال فنون الرسم على السيراميك.

وتمتلك المدربة التركية، شيماء بالجي، ورشة خاصة تعمل فيها منذ خمسة اعوام، إذ ساهمت من خلالها بتدريب عدد كبير من الطلاب في مجال الرسم على السيراميك.

وعن هذه التجربة قالت المدربة: “إن متدربي وطلاب المركز تمكنوا من إعداد 15 لوحة من أشهر أعمال فان كوخ (1890 -1853)”، موضحة في مقابلة مع وكالة الأناضول أن “أعمال الرسام العالمي الشهير رسمت بأسلوب بديع على السيراميك، ومن بينها لوحات بورتريه، ودوار الشمس، وغرفة النوم في آرلس وليلة النجوم”.

وأضافت بالجي أن "عملية استنساخ أشهر أعمال فان كوخ على السيراميك، استغرقت قرابة خمسة أشهر”، مضيفة: "قبل 3 - 4 أعوام، لم يكن هناك اهتمام كبير بفنون الرسم على السيراميك، ولم يكن الطلاب يقبلون على تعلم هذا الفن العريق… وعندما أبديت اهتماما ورغبة بتعلم هذا الفن، لم يكن الكثيرون من حولي على دراية به، لكن خلال السنوات الاخيرة ازداد اهتمام الجميع بفن الرسم على السيراميك، نتيجة انتشار الورش الخاصة به”.

وفي معرض إشادتها بالاعمال الفنية واللوحات التي اتحف بها الرسام الهولندي عالم الفنون، أفادت بالجي بأن “من الصعب ألا يتأثر الشخص برونق ضربات الفرشاة في اللوحات التي أنتجتها أنامل فان كوخ”، مشيرة إلى أنها فكرت في تطبيق تلك اللوحات على السيراميك وأجرت تجارب وتبادلت الأفكار مع طلابها ومتدربيها الذين وجدت لديهم استعدادا كبيرا للقيام بذلك العمل.

واستخدمت بالجي، حسب قولها، تقنية تعود إلى العصر الحجري الحديث في الرسم على الأواني والأطباق، وقامت بتكبير حجم الخطوط إلى قرابة 10 أضعاف قبل أن تحول اللوحات إلى ثلاثية الأبعاد.

وأشارت إلى ان الرسم على السيراميك محفوف بالمخاطر في الوقت نفسه، بسبب تعرض الطين للحرارة وغير ذلك من العمليات التي تدخل في مجال صناعة السيراميك، ما يجعل من توقع الألوان أمرا صعبا. وعلى الرغم من ذلك، تمكن فريق العمل من إنجاز لوحات الرسام الهولندي بحرفية عالية باستخدام ألوان شبيهة بالألوان الأصلية تماما.

وأكدت أنها تستخدم في صناعة السيراميك أنواعا من التربة المستخرجة محليا، وأن لوحات السيراميك التي عكست لوحات الرسام فان كوخ نجحت في التعبير عن المشاعر العميقة والفن الناضج الذي تذخر به اللوحات الأصلية. وكشفت أنها تعمل على عدد من المشاريع الفنية المختلفة التي ستفصح عنها خلال عام 2019، موضحة أنها بصدد تنظيم معرض لأعمالها خلال العام المقبل.

وقد استضاف معرض الجمهورية للفنون بمنطقة تقسيم في إسطنبول، لوحات الفريق التركي ضمن فعاليات مهرجان التوليب بإسطنبول الذي انتهى في 20 من شهر أبريل الماضي.

ويعد “إسمك" مؤسسة تعليمية تدريبية تابعة للبلديات الكبرى، وتعمل على تقديم خدماتها التدريبية لكل مقيم على أرض إسطنبول من أي جنسية دون مقابل مادي. ويهدف المعهد لرفع مستوى الخبرة الشخصية وتطوير القدرات الفنية والمهنية وتحصين الملتحق به بالجوانب الثقافية لمساعدته على إيجاد مهنة مناسبة، فهو يوفر له دورات تدريبية في مجالات متنوعة.

ومن هذه المجالات إدارة المكاتب والسكرتارية، والزراعة والمشاتل، وتكنولوجيا المعلومات، والفنون اليدوية، والصحافة، وتعليم الطفل وتطوير قدراته، والنسيج، وقطاع المجوهرات، والتجميل، وقطاع السياحة.

باﻹضافة إلى تعليم اللغات مثل العربية والألمانية واﻹنجليزية وغيرها، واللغة التركية لغير الناطقين بها، وغير ذلك من الدورات التي يمكن الالتحاق بأي منها من خلال الموقع الإلكتروني للمعهد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!