ترك برس

رأى مركز دراسات روسي أن حادثة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، أحدثت نوعا من التقارب بين الولايات المتحدة وتركيا، ودفعت الرئيس دونالد ترامب والدولة العميقة في الولايات المتحدة إلى إعادة اكتشاف أهمية تركيا الحيوية في الاستراتيجيات الإقليمية الأمريكية.

جاء ذلك في سياق تقرير نشره مركز Strategic Culture Foundation عن نتائج القمة الرباعية في إسطنبول الأسبوع الماضي، وتأثير قضية خاشقجي في الدور السعودي في سوريا.

وقال المركز إن قمة إسطنبول كانت تهدف إلى تنسيق وجهات نظر كل من روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا حول مستقبل سوريا، وهو ما بدا في البيان الختامي للقمة، باستثناء الخلاف الذي لم يذكر في البيان حول الدستور السوري.

وأشار المركز إلى إنه رغم الخلاف التركي الروسي حول الدستور الجديد، فإن البلدين يتحكمان بزمام الأمور في سوريا حتى الآن، ومن ثم تكمن أهمية التنسيق الوثيق بينها.

ورأى أن إيران ليست سعيدة باستبعادها من القمة الرباعية، ولكن هذا لا يعني أنها في وضع لا يسمح لها بتأكيد مصالحها، وقد تكون المشاورات الوثيقة بينها وبين روسيا عاملا يخفف من استبعادها.

ووصف المركز الموقف السعودي في سوريا بعد حادثة مقتل خاشقجي "بالمجهول المعروف"، حيث إن الحادث يجعل الإدارة الأمريكية في وضع في وضع يمكنها من ابتزاز السعودية لمواصلة تمويل وجودها العسكري في سوريا، لكن "السعوديين لا يمكن أن يكون لديهم الجرأة على تجاوز ما يقال في الخارج، ولا يمكن  للتجارب المؤلمة إلا أن يكون لها أثر واقعي."

وعلاوة على ذلك، يقول التقرير، إن "السعوديين لا يجرؤون على مواجهة تركيا في سوريا، ولا يرغبون في الوقت نفسه في تقويض الجهود الروسية لإرساء الاستقرار في سوريا، بما أن حسن النية والتعاون مع موسكو أمر حيوي للغاية بالنسبة للرياض في الفترة المقبلة، لا سيما بعد أن أصبح  توجه السعودية نحو الشرق أمراً لا شك فيه."

ووفقا للتقرير، فإن فرنسا وألمانيا ليسا من أصحاب التأثير الكبير في الشأن السوري، وكان لديهما أجندة محددة في قمة إسطنبول. وتبعا لذلك يجب على روسيا أن تدرك أنه في التحليل النهائي فإن التدخل الأمريكي هو الحاسم في الشأن السوري، ولذلك من المتوقع أن تكون سوريا الموضوع الرئيسي للمحادثات بين بوتين وترامب في الأسبوع المقبل في باريس.

وتطرق التقرير إلى التحسن الذي شهدته العلاقات التركية الأمريكية في الآونة الأخيرة، معتبرا أن حادثة خاشقجي أحدثت نوعا من التقارب بين البلدين، وأن ترامب والدولة العميقة في الولايات المتحدة يعيدان اكتشاف الأهمية الحيوية لتركيا بالنسبة للاستراتيجيات الإقليمية للولايات المتحدة.

وأضاف أن الناطقين باسم الدولة العميقة اعتادوا تشويه الرئيس التركي ووصفه بأنه "إسلامي مستبد"، وربما حاولوا الإطاحة به خلال محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو عام 2016 ، لكنهم اليوم يشيدون به بسبب تبنيه "للديمقراطية الإسلامية التي تعد الدواء الشافي للمنطقة."

وزعم التقرير أن الرئيس التركي بدوره كان يتوق إلى اعتراف الغرب بدور تركيا القيادي التاريخي في الشرق الأوسط وأنها الجسر بين الغرب والمنطقة. وبالمثل، فإن ترامب يشعر بالامتنان إلى حد بعيد لأردوغان لمساعدته في تجاوز أزمة كبيرة لرئاسته على جبهة السياسة الخارجية.

واعتبر أن التحول الذي تشهده العلاقات التركية الأمريكية يمكن أن يؤثر بعمق في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، بشرط أن تلعب واشنطن أوراقها بعناية فيما يتعلق بقائمة مطالب أردوغان بشأن مجموعة من القضايا المعلقة، بما في ذلك بعض القضايا ذات الحساسية الكبيرة، وعلى رأسها وجود الميليشيات الكردية في شمال سوريا.

واستطرد أن سوريا تقع ضمن أولويات الرئيس التركي، ولذلك فقد يتوقع أردوغان أن يتخلى الأمريكيون عن حلفائهم في شمال شرق سوريا، حتى لو كان ذلك غير مقبول لدى الأمريكيين.

واختتم التقرير بالقول بأن من الصعب التنبؤ بالسياسات التركية في سوريا، لأن المتغيرات كثيرة جدا. وإذا كان من الصعب في الوقت الحالي تحقيق التقارب الكامل بين واشنطن وأنقرة، فإن الأتراك والأمريكيين هم أيضًا حلفاء قدماء ولديهم طريقة للتشاحن ثم التعاون معا من جديد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!