ترك برس

تستميت إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشكل صريح في الدفاع عن قتَلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، وخاصة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي اتجهت جميع سهام الاتهام ضده في الجريمة، وهو ما يُثير تساؤلات كثيرة.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية طرحت العديد من الأسئلة بشأن مصلحة إسرائيل في الدفاع عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومحاولة تبرئته من قضية قتل خاشقجي.

وتساءلت الصحيفة عن أسباب مغامرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع شخصيتين غير مستقرتين، في إشارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي.

وناقش برنامج على قناة الجزيرة القطرية التدخل الإسرائيلي في قضية جمال خاشقجي، وتساءل: هل سينجح نفوذ إسرائيل في معالجة ملف خاشقجي؟ وما أسباب رمي إسرائيل بطوق النجاة للقتلة؟ وما الذي ستجنيه من القضية؟

المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية نبيل خوري، قال خلال مشاركته في برنامج الجزيرة، إن هناك ديمقراطيين شبابا تعاطفهم مع إسرائيل أقل ممن سبقوهم، ولذلك ستتغير العلاقة الأميركية مع إسرائيل في ظل وجودهم.

وأضاف أن الأمور ستتعقد على اللوبي الإسرائيلي وسيجد صعوبة في ممارسة أي نفوذ في الكونغرس كما كان يحدث في السابق، متوقعا أن تتخذ إدارة دونالد ترامب قرارات تنهي أزمة خاشقجي وحرب اليمن بطرق تتناسب مع وجهة نظر ترامب، قبل أن يجتمع الكونغرس ويتخذ قرارات عكس ما يريده.

ويعتقد برادلي بليكمان -المستشار السابق في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش- أن ترامب سيتخذ القرار في قضية خاشقجي وفقا للمعلومات التي سيحصل عليها في نهاية التحقيق، وسيضمن ألا يتخذ أي قرار انتقامي ضد السعودية رغم كذبهم عليه في السابق.

وأكد أن السعوديين يعرفون معلومات أكثر مما قالوه، وإسرائيل تحظى بدعم واسع في واشنطن ولن يتخذ الكونغرس قرارات ضد مصالحها، وقد تكون قرارات الكونغرس تتعلق بحرب اليمن ومواجهة إيران.

أما كرسي السادات في جامعة ميريلاند شلبي تلحمي، فيقول إن هناك اتفاقا أميركيا على أن العلاقة مع السعودية مهمة وإستراتيجية، ويجب أن يتم اتخاذ القرارات في قضية خاشقجي دون المساس بهذه العلاقات.

ويؤكد تلحمي أن إسرائيل تعمل مع السعودية ضد إيران من قبل وصول ترامب إلى السلطة، ولا يعتقد أن إسرائيل ستربح هذه القضية لأنها أصبحت قضية رئيسية للحزب الديمقراطي، وسيتم اتخاذ القرار فيها دون موافقة إسرائيل.

ويضيف خوري أن التعاون الاستخباراتي السعودي الإسرائيلي متواصل منذ ما يقارب عشر سنوات، أي من قبل وصول محمد بن سلمان إلى السلطة، وسيبقى هذا التنسيق بوجوده فيها أو بذهابه. ويؤكد أن هناك مصالح شخصية لترامب وعائلته تربطهم بمحمد بن سلمان، كما أن هناك اتصالات لا يُعلن عنها بين نتنياهو وبن سلمان.

لكن بليكمان يقول إن إسرائيل تتمتع بعلاقات قوية مع الرئيس والكونغرس، ويضيف أن الرئيس ومجلس الشيوخ هم من بيدهم اتخاذ القرارات وليس مجلس النواب، ولذلك فإن رد فعل أميركا سيكون متناغما مع حصيلة المعلومات في هذه القضية، وأي ردة فعل ستكون بالتنسيق مع حلفاء أميركا بالمنطقة دون السماح بإفلات أي شخص من العقاب.

أما تلحمي فيشدد على أن العلاقة مع السعودية أصبحت ملفا إسرائيليا داخليا ونتنياهو يستخدم هذا الملف كدعاية انتخابية، وهو يرى في بن سلمان حليفا قويا وسيحسن العلاقات مع إسرائيل.

ويضيف أن قضية خاشقجي ليس رئيسية لترامب لأنه يواجه مشاكل أكبر منها، ووفقا لاستطلاعات رأي أجراها فإن اليهود الأميركيين ضد سياسة نتنياهو لأنها تدعم سياسة ترامب التي زادت مستويات العنصرية في أميركا.

ويرفض بليكمان ما قاله تلحمي ويؤكد أن اليهود الأميركيين مسرورون جدا من ترامب لأنه حقق لهم ما لم يحققوه في عهد سابقيه، بدءا بنقل السفارة للقدس والعديد من الأمور الأخرى.

ويوضح أن اتخاذ القرار في قضية خاشقجي سيكون متوافقا مع المصالح الأميركية ولا يمكن اتخاذ أي قرار أحادي فيها.

ويؤيد خوري ما قاله تلحمي من أن اليهود ضد ترامب ويرون أن له مصالح شخصية وعائلية في المنطقة أثرت في قراراته، وهو لا يتوقع الكثير من ترامب لأنه واقع في أزمة بسبب مصالح شخصية عديدة، ناهيك عن المعارضة التي سيواجهها من الكونغرس الجديد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!