هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

استكملت تركيا كل التحضيرات من أجل شراء منظومة الدفاع الجوي إس-400 من روسيا. بل إنها سددت جزءًا من الثمن. 

بدورها، شمرت روسيا عن ساعديها من أجل تصنيع المنظومة دون تأخير، ووعدت بتسليمها مبكرًا. 

الاحتمال كبير بأن يتم نشر الجزء الأول من الصواريخ في يوليو/ تموز القادم، في المنطقة التي تحددها تركيا. 

كانت أنقرة تنوي إقامة تعاون مع بلدان الناتو في مجال الدفاع الصاروخي كما هو الحال في أنظمة الأسلحة الأخرى. 

عرضت على الولايات المتحدة شراء منظومة باتريوت، غير أن واشنطن أعلنت أنها لا تستطيع نقل التكنولوجيا وأن من الصعب التسليم في وقت مبكر، بل إن الكونغرس قد يعارض البيع. عندها لجأت تركيا إلى بدائل أخرى، وهي محقة في ذلك. 

اختيار منظومة الدفاع الصاروخية الروسية بالنسبة لتركيا كان ضرورة تقنية وليس مناورة استراتيجية. 

لا يمكن لبلد يتعرض إلى تهديدات من جميع الجهات أن يقف مكتوف الأيدي. ولهذا فإن قرار تركيا شراء إس-400، صائب. 

رئيس مديرية الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير قال في وقت سابق إن تركيا تريد تطوير تقنياتها الخاصة في هذا المجال وصناعة منظومة صاروخية محلية. لكن ذلك سيستغرق من 10 إلى 15 عامًا على الأقل. 

***

نشرت تركيا بيانًا مفصلًا من أجل تهدئة مخاوف الإدارة الأمريكية وبعض الأوساط في الناتو. لن تشكل المنظومة نقطة ضعف أمنية في الناتو، ولن تدرج في شبكة الناتو، ولن تسبب تسربًا في المعلومات التكنولوجية بالنسبة للولايات المتحدة. 

أنقرة تقدمت بتعهدات بخصوص كل ما سبق ذكره. كما وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظراءه في هذا الخصوص. 

بدوره، أبلغ وزير الدفاع خلوصي أكار الأمين العام للناتو ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الأمريكيين حول نوايا تركيا.

على الرغم من كل ذلك، تريد الولايات المتحدة التضييق على تركيا وإرغامها على التراجع عن قرارها. ولهذا تعمل على تطبيق "قانون العقوبات ضد أعداء أمريكا".

ما تقوله الولايات المتحدة لتركيا هو التالي: "إذا اشتريتم صواريخ إس-400 فعليكم أن تنسوا صواريخ باتريوت. لن نسلمكم أيضًا مقاتلات إف-35 التي تم إبرام اتفاقيتها. بل إن بقية صفقات السلاح ستكون في خطر".

الخلاف حول منظومة إس-400 مرشح ليكون القضية الأسخن مع الولايات المتحدة بعد أزمة القس برانسون. وإذا وضعنا في الاعتبار الخلافات في الملف السوري يبدو أن المخرج الوحيد هو الحوار بين أردوغان وترامب.

إذا تساءلتم "هل هناك احتمال للحل؟"، أقول نعم، لكن الأمر في غاية الصعوبة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس