كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
سلّم زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، رسالة إلى هيئة حزب الشعوب الديمقراطي بتاريخ 4 شباط، متعلقة بقرارات تجريد الحزب من الأسلحة من أجل إعلان انتهاء الصراع المسلح بين الحزب وبين تركيا خلال عيد النوروز القادم، إلا أنّ كلا من حزب الشعوب الديمقراطي وجبل قنديل حاولوا نفي ذلك.
علق صلاح الدين دمرطاش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي على التسريبات الصحفية المتعلقة بالرسالة والتي تم تسريبها بتاريخ 13 شباط، قائلا "لا يوجد أي رسالة، من يقول أنّ هناك رسالة من سجن إمرالي فليخرج وليعلنها على الملأ، إذا كان عبد الله أوجلان سلم حزب الشعوب الديمقراطي وتيار قنديل رسالة وهم ينفون ذلك، فليخرج من يدعي ذلك ويبين لنا محتوى الرسالة المزعومة"، وذلك في تصريحات لمراسل قناة الجزيرة التركية، والذي اضطر إلى تصديق ما قاله رئيس حزب الشعوب الديمقراطي ليختم المقابلة بقوله "كما رأيتم، الجواب كان واضحا، لا يوجد رسالة".
لم يرق لبعض الصحفيين تحدي دمرطاش لهم، فخرج بعضهم وسرب نقاط واضحة من نقاط الرسالة التي سلمها أوجلان لحزب الشعوب الديمقراطي، فماذا كان ردة فعلهم؟ بعد 4 أيام خرجوا وأجبروا على تغيير كلامهم، فقد أكد دمرطاش صحة الحديث عن رسالة أوجلان يوم أمس خلال اجتماع مجموعة الحزب حيث قال "ما زالت النقاشات مستمرة حول نداء ترك السلاح من أجل السلام، لكن هناك 10 نقاط واجبة على الحكومة، وقد تم نقاشها مع إمرالي، فلماذا لا يقولون ذلك؟ لماذا لا يعلنون ذلك للجمهور؟".
كان تصريح برفين بولدان، أحد أعضاء هيئة إمرالي، أكثر وضوحا فيما يتعلق بالرسالة عندما قال :"نحن التقينا باتحاد المجتمعات الكردي (KCK)، ونأخذ الموضوع حاليا بآليات مختلفة، لأن موضوع نداء ترك السلاح ليس بالأمر البسيط والسهل، فهذا النص يحتوي على 10 مواد، فلماذا لا يكشفون عن النقاط كلها للجمهور؟".
ولم يستخدم تيار جبل قنديل أي جملة أو تعبير ينفي صحة الأخبار التي تتحدث عن رسالة أوجلان التي يدعو فيها حزب العمال الكردستاني إلى ترك السلاح، لكنهم طبقوا رقابة شديدة على الأخبار التي تتحدث عن الموضوع على مواقعهم الإخبارية.
وملخص الحديث، حاول كل من حزب الشعوب الديمقراطي وتيار قنديل إيصال رسالة لنا مفادها أنّ هناك رسالة فعلا من أوجلان، لكنها تحتوي على أقسام أخرى غير نداء ترك السلاح، "فهناك 10 مواد تحتويها الرسالة، فلماذا لا يتم نشرها للناس والاكتفاء بنشر أنها تحتوي على نداء لترك السلاح؟"، لكننا نستطيع أن نسألهم، بما أنّ النص بين أيديكم منذ 4 شباط، فلماذا أخفيتم التفاصيل حتى الآن؟ لماذا لم توضحوا ما فيها من نصوص للجمهور؟ لماذا اخترتم طريق نفي وتكذيب نداء أوجلان لترك السلاح؟ لماذا أكد دمرطاش أمس صحة خبر كان قد نفى صحته قطعيا قبل أيام؟
لكن هذا لا يعني على الإطلاق أنّ هذه أول محاولة لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP) ولتيار جبل قنديل لفرض رقابة على أوجلان، فقد أخفى أحمد ترك أحد أعضاء هيئة حزب الشعوب الديمقراطي رسالة أوجلان التي أرسلها بتاريخ 3 يناير عام 2013 عن الجمهور، وأكد أنّه لا يوجد رسالة من هذا النوع خلال اجتماع الحزب، لكن برغم مقاومتهم وإصرارهم إلا أنّ الرسالة قُرأت على مسامع العالم أجمع في ديار بكر، ليعلن عن قرار البدء بالانسحاب بداية من شهر أيار/مايو.
واليوم يقاوم حزب الشعوب الديمقراطي وتيار قنديل مرة أخرى قرارات أوجلان، فيما اعتبر زميلي عبد القادر سيلفي الكاتب في صحيفة يني شفق، أنّ ما يجري هو محاولة انقلاب على أوجلان وعلى قراراته، وربما يخرج هذا الأمر من مجرد موقف "مقاومة" إلى أنْ يصبح موقف "مضاد"، وهذا ليس من الخطأ تسميته انقلاب.
لكنني رغم كل ذلك لا اعتقد أنّ تيار قنديل وحزب الشعوب الديمقراطي سيصمدون أكثر في مقاومة قرارات أوجلان، فسيضطرون راغمين في النهاية إلى الموافقة على قرارات أوجلان، ولهذا سيفضل تيار قنديل مقاومة قرارات أوجلان أولا ثم تطبيقها ثم محاولة الالتفاف عليها، لأنه لا يوجد حاضنة أو دعم شعبي للمقاتلين في جبل قنديل، وإنما الدعم والحراك الشعبي يتبع لزعيم واحد وهو أوجلان، فلو أنّ قنديل وثق بدعم الشعب الكردي له لما تردد لحظة واحدة بالانقلاب على أوجلان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس