أمين بازارجي – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

شارة البدء انطلقت في خريف عام 2008. نشر معهد سيلكورد في جامعة جون هوبكنز الخاضعة لسيطرة الدولة العميقة في الولايات المتحدة، تقريرًا من إعداد سفانتي كورنيل وخليل ماغنوس كارافيللي.

يتكون التقرير  من 72 صفحة، وترد فيه العبارة التالية:

"سيحل كمال قلجدار أوغلو الوارد اسمه في ادعاءات فساد محل دنيز بايكال، الذي سيتم إقناعه بتقديم الاستقالة في حزب الشعب الجمهوري. سيظهر الشعب الجمهوري كحزب اجتماعي ديمقراطي على الطراز الأوروبي".

كان قلجدار أوغلو نائب رئيس الكتلة النيابية للحزب آنذاك، ولم يكن لديه أي ارتباطات. كان عنصرًا لا تأثير له في الحزب، لهذا لم يؤخذ التقرير الذي أعده الشخصان المذكوران اللذان يملكان علاقات مع إسرائيل على محمل الجد.

بعد ذلك تم إعداد الأرضية اللازمة، وأُجبر دنيز بايكال على الاستقالة. ثم جرى تغيير "جينات" الشعب الجمهوري ليصبح حزبًا على "الطراز الأوروبي". 

اعتبر أونور أويمن نائب الرئيس السابق هذه التطورات "عملية مدعومة أمريكيًّا ضد الحزب". الكثيرون من أعضاء الشعب الجمهوري آنذاك قالوا إنها "عملية مدعومة من الخارج"، لكن الأمر نُسي مع مرور الوقت.

***

عقب انتخابه، فضل قلجدار أوغلو توصيف "حزب الشعب الجمهوري الجديد" على "الطراز الأوروبي" وأقدم على الخطوات اللازمة لأجل ذلك.

أخرج الشخصيات القوية في الحزب من اللعبة، وأزاح القياديين فيه، ومحا ماضي الحزب الأعرق في تركيا، ليرسم له خارطة طريق جديدة.

بعد ذلك بدأت التحركات من أجل تشكيل كادر للحزب، فتم التخلص من الطاقم اليساري القومي، واستُبعدت الشخصيات الهامة فيه.

وحل محل هؤلاء شخصيات من أمثال سيزغين طانري كولو، أحد محاميي "بي كي كي"، وحسين آيغون من اليسار المتطرف، وأران أردم، المسجون بسبب ارتباطاته بتنظيم غولن.

غير قلجدار أوغلو طاقمه باستمرار، ودفع ببعض الأسماء المعارضة له إلى قيادة الحزب ثم طعن فيهم وعزلهم. على سبيل المثال، تم التخلص من النائبة ديليك أقاغون يلماز بعد قولها عن سيزغين طانر كولو بأنه "عميل للاستخبارات الأمريكية".

عمل قلجدار أوغلو على تغيير وتحويل حزب الشعب الجمهوري. آخر ضربة كانت في لوائح المرشحين للانتخابات المحلية، حيث ظهر مرشحون من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لا علاقة بالحزب.

بدأت الصيحات تتعالى من داخل الحزب بأن "الشعب الجمهوري أصبح يسير يدًا بيد مع الانفصاليين وعناصر تنظيم غولن". لكن بعد خراب البصرة، قُضي الأمر.

***

أصبح قلجدار أوغلو قادرًا على التصريح من شاشات التلفزيون بأن "ي ب ك لن يهاجمنا، ولماذا يفعل؟". لا شك أنه يقصد بقوله هذا حزب الشعب وليس تركيا!

ما يقوله صحيح. لماذا سيستهدف "ي ب ك" أو "بي كي كي" أو "غولن" حزب الشعب الجمهوري وهو تحت قيادة قلجدار أوغلو؟ فعناصر التنظيمات المذكورة أصبحت داخل الحزب.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس