ترك برس

سجّلت صناعة الطيران التركية نموًّا هائلًا في العقدين الأخيرين من خلال زيادة عدد المورّدين المحلّيين للسوق العالمي بالإضافة إلى زيادة عدد المطارات والركاب.

ولدعم مصدّري الطيران الذين يقدّمون قطع الغيار وأعمال الصيانة لكبرى شركات الطيران في العالم، أطلقت وزارة التجارة في التاسع من أيار/ مايو الجاري برنامجًا لتطوير سلاسل التوريد والتصدير بالتعاون مع شركة بوينغ الأمريكية لتصميم الطائرات والشركة المصنّعة.

يهدف البرنامج في المقام الأول إلى زيادة حصة منتجات التكنولوجيا الفائقة في الصادرات التركية. وقالت وزيرة التجارة التركية، روهصار بيكجان، في كلمة لإعلان البرنامج بحضور مدراء تنفيذيين للشركات التركية، إن الوزارة لديها ثقة تامة في أن شركات الطيران التركية يمكنها زيادة الصادرات من منتجات التكنولوجيا الفائقة من خلال المشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

أشارت الوزيرة إلى أن مؤتمر إطلاق البرنامج كان الجزء الأول من الأنشطة التي من شأنها أن تمهّد الطريق أمام الشركات للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية في الفترة المقبلة، مؤكّدة أنها ستحافظ على هذه الأنشطة في مختلف القطاعات أيضًا.

وذكرت بيكجان أن الوزارة شكّلت سلسلة التجارة العالمية، وهي آلية دعم قائمة على المشاريع، لإعداد المصدّرين للمستقبل ولتعزيز مكانة تركيا في صادرات هذا القطاع. وقالت: "لقد قطعت تركيا شوطًا طويلًا في صناعة الطيران. نحن بحاجة إلى تحسين هذا الأمر أكثر من ذلك. نحن الآن بحاجة إلى النهوض بمجال الطيران بدعمٍ من الجهات الفاعلة العالمية والوزارة. يجب أن نزيد صادراتنا من المنتجات عالية التقنية، خاصة في قطاع الطيران".

كما شددت على أن ثلاث شركات فقط استفادت من دعم سلسلة التجارة العالمية في قطاع الطيران، وقالت إنها ترغب بزيادة عدد الشركات في هذا المجال. وأضافت أن البرنامج يرعى 75 في المئة من الخدمات الاستشارية في شراء جميع أنواع شهادات الاعتماد التي ستمكّن الشركات من دخول سوق التصدير في مجال الطيران، ولا سيما "AS9100". وتابعت قائلة: "إذا تلقّيتَ شهادتك، فنحن نمنحكَ أيضًا 50 في المئة من التكلفة التي تتحمّلها في نطاق دعمنا لوثائق الدخول إلى السوق. هدفنا هو زيادة صادراتك من المنتجات عالية التقنية في سلاسل التوريد العالمية. عندما يتمُّ قبولك في سلاسل التوريد العالمية، يمكننا تقديم دعمنا وفقًا لاحتياجاتك في عملية الإنتاج والتوريد".

تجارة بوينغ مع تركيا 1.8 مليار دولار

صرّح آيشم سارغين، رئيس جمعية المستثمرين الدوليين (YASED) والمدير العام لشركة بوينغ تركيا، بأن صادرات الطيران التركية ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تنمية اقتصاد البلاد وأن شركة بوينغ تقوم بأعمال تجارية في تركيا منذ أكثر من 70 عامًا. في العام الماضي، افتتحت بوينغ أول مركزٍ تكنولوجيٍّ وهندسيٍّ لها في تركيا، حسب سارغين، وتحصل الشركة على 65 في المئة من تكلفة طائراتها من مورّدين في 34 دولة حول العالم.

أشار سارغين كذلك إلى أن من المتوقع أن تنمو صناعة الطيران بنسبة 4.2 في المئة في جميع أنحاء العالم خلال 20 عامًا وأن هناك حاجة إلى 43 ألف طائرة جديدة بقيمة 43 تريليون دولار في هذه الفترة.

وقال في معرض حديثه عن أهمية كون الشركة مورّدًا عالميًا في مجال الطيران، إن شركة بوينغ تشتري أكثر من مليار قطعة سنويًّا بنفقات تبلغ 43 مليار دولار في سلسلة التوريد العالمية. وأضاف: "لقد بلغ حجم أعمالنا مع تركيا حتى الآن 1.8 مليار دولار. يبلغ إجمالي قيمة مشترياتنا السنوية قرابة مئتي مليون دولار، ممّا يشير إلى وجود إمكانات تصدير كبيرة للغاية لبلدنا. نعتقد أن تركيا يجب أن تحصل على نصيبٍ أكبر من هذا القطاع المتنامي. يجب أن نعمل بجدٍّ لجعل صناعتنا قادرة على المنافسة في بيئة عالمية مليئة بالتحديات. وبصفتنا بوينغ، نحن ندعم صناعة الطيران التركية".

يذكر أن شركة بوينغ افتتحت في كانون الأول/ ديسمبر 2018 أول مركز لها للهندسة والتكنولوجيا في تركيا بعنوان "يوم تكنولوجيا بوينغ تركيا". يركّز المركز على هندسة التصميم والأبحاث لدعم جهود بوينغ لتطوير التكنولوجيا العالمية، ويؤدي دورًا مهمًّا في إثراء النظام البيئي الفضائي التركي وربطه بصناعة الطيران والفضاء العالمية.

في عام 2017، أطلقت شركة بوينغ مبادرة من شركة إلى أخرى مع عدد من أصحاب المصالح في تركيا، أطلق عليها اسم "مبادرة بوينغ التركية الوطنية للفضاء (NAI)". تمّ تطوير المبادرة كبرنامج شراكة استراتيجية، يحدّد مجالات المنفعة المتبادلة للتعاون بين بوينغ وتركيا في أربع مجالات رئيسية للتعاون: تطوير الصناعة، وتسريع التكنولوجيا، وتعاون الخدمات، والتدريب المتقدم على المهارات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!