ترك برس

ناقش خبراء أتراك مآلات التوتر القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والذي أخذ منحى مختلفاً ومتصاعداً خلال الأسابيع الأخيرة.

وتساءل البروفسور برهان الدين دوران، رئيس وقف "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعضو دائرة الأمن والسياسات الخارجية لدى الرئاسة التركية، عما إذا كان التوتر بين واشنطن وطهران يتجه إلى حرب ساخنة، أم أن إيران ستتراجع لتجلس على طاولة الحوار؟

وأوضح "دوران" في مقال له بصحيفة "صباح" التركية، أنه ورغم تصريحات المسؤولين الأمريكان والإيرانيين، بأنهما لا يريدان حرباً، إلا أن التطورات تشير وبقوة إلى قرب وقوع حرب بينهما.

وأشار الخبير التركي إلى أن التوتر الذي أتى بكلا البلدين إلى عتبة الحرب الساخنة، اكتسب زخماً أكبر بعد إعلان واشنطن مطلع مايو/أيار الجاري، إنهائها الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات المفروضة على إيران، حيث أزالت الإعفاءات التي كانت قد منحتها لـ 8 دول يمكنها شراء النفط الإيراني.

وتطرق إلى تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال تم منعها من بيع النفط، مبيناً أن استهداف ناقلات نفط سعودية وإماراتية في الخليج العربي، وجّه الأنظار باتجاه إيران.

وبحسب "دوران" فإن حجر أساس الحرب الأمريكية الإيرانية، وضعها الرئيس دونالد ترامب فور وصوله إلى البيت الأبيض. حيث كان يعارض منذ حملاته الانتخابية، توقيع سلفه باراك أوباما، الاتفاق النووي مع طهران. وفور دخوله البيت الأبيض، توجه إلى الرياض وشكّل التحالف المعادي لإيران، واضعاً السعودية والإمارات وإسرائيل في صف واحد.

وأضاف أن الخطوات الأمريكية والإيرانية المتبادلة التي سبقت التوتر الحالي المتصاعد، أوصلت بالأمور إلى "مرحلة مواجهة شاملة" كما وصفها قائد الحرس الثوري الإيراني.

وأفاد دوران أنه رغم رغبة ترامب في الدخول بمفاوضات جديدة مع طهران، إلا أن رغبة الدائرة الضيقة المحيطة به هو تقليم أظافر إيران لدرجة كبيرة وتقليص دورها في المنطقة، إضافة إلى إضعافها اقتصادياً وجعلها هشة، وتصفية وكلائها في المنطقة ومن ثم تغيير النظام الحاكم في طهران.

وأضاف الخبير التركي أن "النخبة الإيرانية التي أدركت مآل هذه الأمور مسبقاً، وقد تلجأ إلى استخدام خط المقاومة التي استثمروا فيها منذ ما لا يقل عن 40 عاماً. هذه المقاومة، قد يبكّر من لجوء واشنطن وحلفائها إلى الخيار العسكري. وبالتالي اندلاع حرب في المنطقة."

وحذّر "دوران" من أن احتلال إيران بشكل كامل، خطوة خطيرة لدرجة أنها لا تشبه في أي مرحلة من مراحلها، العراق أو فيتنام، فضلاً عن تكاليفها الباهظة على كافة الأصعدة، ومن غير الممكن تحمّل ترامب تكاليف مثل هذه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!