أمين بازارجي – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

وجه عبد الله أوجلان نداءً جديدا، يُطالب فيه حزب العمال الكردستاني بعقد اجتماع استثنائي خلال الأيام القادمة من أجل اتخاذ قرار بترك الكفاح المسلّح، ليُعلن بذلك عن نقطة تحوّل جديدة وهامة جدا بالنسبة لتركيا.

العملية تقدمت خطوة أخرى للأمام.

لكن، لماذا وجه أوجلان هذا النداء؟ ولماذا برز في الفترة الأخيرة التركيز على موضوع "وداع السلاح"؟

لأنه أدرك منذ زمن طويل أنّ الكفاح المسلّح لن يحقق لهم أي شيء.

يقول كليمنز بيننغنر النائب عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني واصفا حزب العمال الكردستاني "هو حزب مخالف لفكرة السلام بين شعوب العالم"، مضيفا أنّ حزب العمال الكردستاني "عبارة عن منظمة إرهابية"، وقد ذكر أيضا أنّ "وجود داعش لا يعني إزالة صفة الإرهاب عن منظمة حزب العمال الكردستاني".

والأهم من كل ذلك يقول كليمنز "يوجد في ألمانيا 800 ألف كردي، لكن 95% منهم لا يوجد لهم أي علاقة بحزب العمال الكردستاني".

هذه ليست حقائق يذكرها نائب ألماني فحسب، وإنما هي حقائق يدركها المواطنون الأكراد الذين يعيشون في تركيا أيضا، والغالبية العظمى من الأكراد في المنطقة لا تريد أنْ يتجدد الصراع الدموي.

* * *

حاول حزب العمال الكردستاني استغلال أحداث عين العرب (كوباني) من أجل الحصول على ثقة الغرب ودعمه، حاول جاهدا لتحقيق ذلك، لكنه لم ينجح، فقد قطع برزاني والبشمركة الطريق أمامه، وتركيا لم تسمح له بذلك.

لم ينته الموضوع عند هذا الحد، بل اتخذت أمريكا خطوات قوية ضد مصادر تمويل الحزب، وقد أضافته إلى قائمة المنظمات التي تتاجر "بالإنسان وبالمخدرات"، إلى جانب وجوده على قوائم "الإرهاب".

ما أريد قوله وتوضيحه، أنّ أوجلان وكل من له عقل رأى أنه من الصعب تحقيق ما يريدون بهذه الطريقة، بالإضافة إلى الإشارات التي كانت تأتي دوما من الشعب الكردي والتي تقول "يكفي"، ونحن نريد لعملية السلام أنْ تصل إلى نهايتها لتحقيق سلام دائم.

* * *

بكل تأكيد سيكون هناك من يقاوم تحقيق هذا الحُلم، فقد سبق لهم أنْ قاوموه، ونحن كلنا نعلم أنّ هناك أعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي وفي حزب العمال الكردستاني وفي تيار جبل قنديل تقف ضد إنهاء الاشتباكات المسلحة.

وستظهر هوية تلك الأشخاص بصورة أكثر وضوحا خلال الفترة القادمة!

إذا استجابت المنظمة لنداء أوجلان، واتخذت الخطوات اللازمة لترك السلاح، وابتعدت عن التصريحات والجمل الحاقدة والمليئة بالكراهية، فحينها سيثبت لنا سيطرة أوجلان على المنظمة، وستصبح الأمور أكثر سهولة.

من المتوقع أيضا أنْ تتخذ المنظمة خطوات معاكسة لنداء أوجلان، لكن لن يشكل ذلك أمرا مزعجا، لأنه في مثل هكذا وضع سيحصل انقسامات، وستسقط القبعة ليظهر الأصلع، وحينها سيُدرك الشعب في المنطقة مَن يقف مع مَن، ومثل هذا التطوّر سيكون أيضا مكسبا لتركيا لتوضيح نواياها بصورة أكبر أمام الأكراد والأتراك على حدٍ سواء.

في الحقيقة الشعب الكردي هو الذي يُجبر حزب العمال الكردستاني على إنهاء الصراع وحل القضية الكردية...

مهما دارت عملية السلام واتخذت طرقا مغايرة لطريقها الصحيح، إلا أنّ الضغوطات ستزداد على منظمة حزب العمال الكردستاني وعلى تيار جبل قنديل وعلى حزب الشعوب الديمقراطي، وما أريد قوله هنا، نستطيع أنْ ندرك أهمية نداء أوجلان بشتى زاويا الموضوع وتبعاته.

* * *

أتابع ردود الفعل على نداء أوجلان، فقد كانت كلها إيجابية، والكل رحّب بما جرى.

وهنا سأقتبس ما قاله البعض:

"انتهى الكفاح الدموي الذي استمر لأكثر من 30 سنة، وبدأت عملية ترك السلاح".

"وصلت عملية السلام إلى نقطة اللاعودة، وأٌحرقت السفن".

"الربيع قادم للمنطقة".

ما يزال البعض ينتظر من أوجلان تصريحات أقوى خلال عيد النوروز القادم بعد عدة أيام، فالسياسيون الذين قالوا "وصلنا إلى نهاية أكبر المشاكل التي كانت تعاني منها تركيا" عددهم ليس بالقليل.

سوف تحمل هذه الأجواء الإيجابية عملية السلام إلى مراحل أكثر تقدما وأكثر إيجابية، في حال لم يحصل أخطاء كبيرة، وعلينا تقييم ذلك جيدا.

عن الكاتب

أمين بازارجي

كاتب في جريدة أقشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس