ناصر ناصر - خا ص ترك برس

لم تخفِ كثير من وسائل الإعلام في إسرائيل رضاها عما يحدث في تركيا في الأيام الأخيرة من إقالة محافظ البنك المركزي مراد جيتين كايا إلى استقالة علي باباجان وزير المالية الأسبق وما تراه من تراجع لقوة الرئيس أردوغان داخل حزبه العدالة والتنمية وفي الجمهور التركي بشكل عام، كما ظهر في انتخابات بلدية إسطنبول.

اقتبست الصحفية الإسرائيلية والخبيرة في الشؤون الإقليمية سميدار بيري في يديعوت أحرونوت تصريحات علي باباجان بعد إعلانه الاستقالة من حزب العدالة والتنمية معتبرة ذلك مؤشرا على تحالف جديد يضم الرئيس السابق عبدالله غل ومحافظ البنك المركزي المقال مراد جيتين كايا ضد الرئيس أردوغان ومن ذلك تلميح باباجان لخططه المستقبلية غير الواضحة "تركيا بحاجة لتجنيد الكثير من كبار الشخصيات لإقامة قوة سياسية من أجل إنجاز سياسة جديدة"، الأمر الذي اعتبرته يديعوت أحرنوت ضربة سياسية للرئيس التركي.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان يتجاهل حتى الآن  تقديرات داخلية تشير إلى أن بعض أعضاء حزبه السابقين يعتزمون إقامة حزب جديد، مقتبسة تصريحا لأردوغان "لا يوجد أي عضو نشيط في الحزب يعتزم إقامة قوة سياسية منافسة"، مشيرة إلى بعض الانتقادت الموجهة لأردوغان ومنها اتهامات بالفساد داخل الدائرة المقربة منه، وعدم وجود شخصيات قوية حوله، لم تشر الصحيفة إلى تقديرات جدية أخرى تؤكد عدم وجود تأثير حقيقي لهذه التحركات أو الاستقالات.

أما صحيفة ذي ماركر التابعة لهآرتس فقد أشارت إلى ما اعتبرته هزة في تركيا بسبب إقالة مفاجئة لمحافظ البنك المركزي مراد جيتين كايا، بقرار رئاسي من أردوغان، مشيرة في المقابل إلى تأكيد البنك المركزي على استمراره بالعمل بطريقة مستقلة للمحافظة على الهدف المركزي وهو استقرار الأسعار، وقد انتقدت الصحيفة اعتماد النمو القوي في تركيا على الديون.

من جهة أخرى اعتبر دورون بسكين المحلل الاقتصادي ومدير شركة كونكورد في مقالة له قبل عدة أيام في صحيفة كالكاليس أن توقيت إقالة محافظ البنك المركزي التركي لم تكن مفاجئة، فقد تم ذلك في الصباح المبكر من يوم الأحد، عطلة نهاية الأسبوع، حيث لا يوجد تبادل تجاري في  البورصة وأسواق العملة المركزية، مضيفا أن توقيت قرار أردوغان يهدف لمنع اهتزازات كبيرة في الأسواق، وقد اعتبر أن عملية الإقالة تؤكد أن أردوغان أو (السلطان) على حد وصف بيسكين يتعرض لضغط داخلي متزايد لذلك قررالتضحية بمحافظ البنك واتهامه بالمسؤول الوحيد عن الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها تركيا على حد قول بيسكين.

يبشر بسكين الإسرائيليين بأن الاهتزازات في الاقتصاد التركي لن تكون الأخيرة حيث توقع عودة أزمة شراء "إس 400" والتي هدأت نسبيا بسبب لقاء ترامب وأردوغان في قمة أوساكا باليابان، مما سيزيد الأزمة الاقتصادية التركية بغض النظرعن هوية المحافظ.

كما نشرت صحيفة كالكاليس مقالة للورا كيتل في الفايننشال تايمز بعنوان "أردوغان وعد بحل حاسم للفوائد العالية وأقال محافظ البنك المركزي"، متوقعة أن القرار سيزيد من عمق عدم الثقة اتجاه البنك المركزي.

وهكذا جاءت تحليلات الصحف الإسرائيلية للأحداث التركية في سياقها السلبي المعروف والذي يتوافق مع نظرة السياسيين لتركيا ولرئيسها رجب طيب أردوغان.

عن الكاتب

ناصر ناصر

أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، طالب دكتوراه علوم سياسية وله قناة تلغرام تنشر ترجمات يومية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس