ترك برس

تساءل تقرير لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، عن ما إذا كان تصاعد المعارك بمحافظة "إدلب" السورية، سيؤثر على سير الخطة التي أطلقت أنقرة وواشنطن مرحلتها الأولى، بشأن إنشاء "المنطقة الآمنة" شرق الفرات.

وأشارت التقرير إلى تصاعد التطورات الميدانية بسوريا خلال الأيام الأخيرة، وتسارع خطى قوات النظام السوري بدعم روسي تجاه إدلب، وتحديدا مدينة خان شيخون والقرى المحيطة بها، وإعلان النظام سيطرته على المدينة بريف إدلب الجنوبي.

وبحسب الصحيفة، تخلل التقدم المتسارع للنظام السوري قصف متكرر لمناطق قريبة من نقاط المراقبة التركية المنتشرة بإدلب، ما دفع أنقرة لإرسال تعزيزات عسكرية جديدة، تضم آليات عسكرية ومدرعات وذخائر قادمة من مختلف المناطق التركية.

وتعرض رتل عسكري تركي الاثنين الماضي، لهجوم جوي وهو في طريقه إلى نقطة المراقبة التاسعة جنوب محافظة إدلب؛ ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين بجروح، كانوا على مقربة من الرتل العسكري، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.

الباحث المتخصص بالشأن التركي طه عودة أوغلو، رأى أن "التطورات الأخيرة بإدلب مع تقدم النظام على الأرض، وصولا لحصار نقطة المراقبة العسكرية التركية التاسعة والمتمركزة قرب بلدة مورك، وضعت أنقرة أمام خيارات صعبة للغاية للمرة الأولى منذ توقيع الاتفاق التركي الروسي (سوتشي) في سبتمبر الماضي".

وأضاف عودة أوغلو أن "أنقرة تحاول الوصول إلى حل وسط مع الروس، يوقف تقدم النظام، مقابل بعض التنازلات، شرط بقاء النقاط التركية في مكانها، وانتظار ما ستتمخض عنه نتائج القمة الثلاثية المرتقبة بإسطنبول في 16 أيلول/ سبتمبر المقبل".

ويرى أن "انشغال تركيا خلال الأسابيع الماضية بالمفاوضات مع أمريكا بشأن المنطقة الآمنة، والتدخل الفعلي للقوات الروسية، ساهما في اختلال موازين القوى الميدانية لصالح قوات الأسد، الأمر الذي سمح لها بالتقدم السريع، والوصول إلى بلدة خان شيخون جنوب إدلب".

ويوضح عودة أوغلو أن "ذلك يعني تطويق ريف حماة الشمالي وسقوطه عسكريا بيد قوات النظام"، معتبرا أن "تركيا أصبحت بين مطرقة الروس وسندان النظام، الأمر الذي خلط الأوراق على الساحة من جديد".

ويشير إلى أن "روسيا منزعجة من الاتفاق التركي الأمريكي بشأن المنطقة الآمنة، وقد أعربت عن ذلك من خلال رسائلها عبر التصعيد بإدلب خلال الأيام الماضية"، لافتا إلى أن "إيران أعلنت بصراحة رفضها للاتفاق بين أنقرة وواشنطن".

ويشدد على أن "كل هذه التطورات تشير إلى أن أنقرة بين فكي كماشة أمريكا من جهة والروس وحلفائها من جهة أخرى، إلى جانب استمرار الخلافات حول تفاصيل وعمق المنطقة الآمنة".

بدوره استبعد المحلل السياسي والعسكري أحمد حمادة أن "يؤثر التصعيد بإدلب على إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات"، معتقدا أن "الملف الأخير مرتبط بشكل أساسي باقتراب أنقرة وتوافقها مع الولايات المتحدة، وستسير وفق ما هو متفق بين الجانبين".

ويستدرك حمادة قائلا: "عندما تقترب تركيا من واشنطن، يكون تصعيد روسي في مكان معين بسوريا، لأن موسكو تريد خلع تركيا من قلب الناتو وأمريكا باتجاهها"، على حد وصفه.

ويشير إلى أن "ما حدث متوقع في ظل عدم تكافؤ القوى، واستخدام روسيا لكل قوتها الجوية"، مؤكدا أن "النظام استطاع السيطرة على نقاط استراتيجية بمحيط خان شيخون بعد 120 يوما من القتال، وتكبدت قواته خسائر كبيرة قبل الوصول لهذه النتيجة".

وحول التصرف التركي إزاء تقدم النظام، يقول حمادة إن "أنقرة ترسل تعزيزات عسكرية إلى نقاطها وتتمسك بتمركز قواتها"، مضيفا أن "روسيا تحدثت بنوع من الإيجابية، لكنني لا أتوقع أن تكون جادة في ذلك، لأنها تخرق كل الاتفاقيات الموقعة".

ويتابع: "تركيا تحاول التمثل باتفاق سوتشي، دون تصعيد التوتر الذي تقوده روسيا والنظام على الأرض"، متوقعا أن تزيد أنقرة من ضغطها على روسيا في القمة الثلاثية المقبلة، رغم محاولات الأخيرة بهذا الجهد العسكري تقليل السيطرة الميدانية لقوات المعارضة.

ويردف حمادة قائلا: "روسيا والنظام عيونهم أن تسحب تركيا قواتها، لأنها تسبب لهم إحراجا في تقدمهم على الأرض"، منوها إلى أن "النظام لا يستطع تأمين خان شيخون، وهناك اشتباكات عنيفة في شرق المدينة، والأمر لم يستقر حتى الآن".

ويؤكد المحلل العسكري أن "روسيا تريد أن تسطر أي نصر عسكري في ظل الفشل السياسي والعسكري الكبير على مدار 120 يوما"، موضحا أنها "حصلت على هذه النتيجة على ركام مدينة خان شيخون".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!