ترك برس

أعلن مصطفى وارانك، وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، خلال اجتماعه مع وزير الاقتصاد والطاقة الألماني بيتر ألتماير في برلين، بأن المجلس الوطني التركي للبحوث العلمية والتكنولوجية "توبيتاك" (TÜBİTAK)، يخطّط لإنشاء معهد مصمّم خصّيصًا لبحوث الذكاء الاصطناعي (AI).

ومن المخطط أن يركز المعهد الجديد في المقام الأول على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ونقل نتائج البحوث الأكاديمية إلى القطاعين العام والخاص، بحسب ما قال وارانك خلال خطابه في مؤتمر الذكاء الاصطناعي التركي الألماني في العاصمة الألمانية يوم الخميس.

وفي معرض حديثه عن القيمة الاقتصادية للذكاء الاصطناعي، قال الوزير: "نحن نتحدث عن تكنولوجيا لديها القدرة على خلق قيمة إضافية قدرها 16 تريليون دولار للاقتصاد العالمي".

وفي إشارةٍ إلى النتائج السلبية والإيجابية المحتملة للذكاء الاصطناعي، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي إن التعاون العالمي لإنشاء إطارٍ قانونيٍّ يضمن التنفيذ السليم لأبحاث الذكاء الاصطناعي هو أمرٌ مطلوب، وأضاف: "من الضروري تشكيل نظامٍ بيئيٍّ عادلٍ مع إيلاء الاعتبار الواجب لسيادة القانون والقيم الديمقراطية".

وقال وارانك إن تركيا تعمل أيضًا على تكثيف الجهود لتوفير دعمٍ موسعٍ للشركات العاملة في مجال البحث والتطوير وأنشطة الابتكار.

وتستعد تركيا بتنسيقٍ من مكتب الرئاسة للتحوّل الرقمي، لإتمام استراتيجية الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الصدد، قال وارانك: "سيتمُّ وضع الاستراتيجية، التي تمّ تشكيلُها بمشاركة جميع المعنيّين، بشكلٍ علنيٍّ قريبًا. وسيتمُّ تصميم خطط عملٍ للصناعة والصحة والزراعة والطاقة".

وأكّد الوزير أيضًا أن تركيا تهدف إلى زيادة عدد الباحثين في هذا المجال، كما أنها تواصل العمل على القوانين واللوائح الأخلاقية التي تدعم المزيد من أنشطة البحث والتطوير في هذا المجال. وقد أعرب وارانك عن استعداد تركيا للتعاون مع المركز الألماني لبحوث الذكاء الاصطناعي والرابطة الفيدرالية للذكاء الاصطناعي والجامعات الألمانية المتخصصة في هذا المجال.

كما أكّد الوزير أيضًا على أن الذكاء الاصطناعي مجالٌ مثمرٌ للغاية يمكن أن يدفع إلى مزيدٍ من التعاون الثنائي وتحفيز مشاركة القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن توبيتاك على استعدادٍ للمشاركة في مشاريع مشتركة مع المؤسسات الألمانية المماثلة.

من جهته قال وزير الشؤون الاقتصادية والطاقة الألماني بيتر ألتماير إن مؤتمر الذكاء الاصطناعي التركي الألماني قد تلقّى طلباتٍ تفوق طاقته الاستيعابية.

وقال ألتماير خلال اجتماعه مع وزير العلوم والصناعة التركي مصطفى وارانك خلال المؤتمر الذي انعقد في برلين إن الأوساط الأكاديمية والصناعية أبدت اهتمامًا بالمؤتمر، مشيرًا إلى أن المؤتمر سوف يضع حجر الأساس للذكاء الاصطناعي والرقمنة بين البلدين. في حين قال الوزير التركي إن الذكاء الاصطناعي والرقمنة سيكونان أساس الإنتاج والصناعة في العصر المقبل.

وقد هيّأ المؤتمر الذي استمرّ ليومٍ واحدٍ الساحة لاستكشاف فرص التبادل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين البلدين. ومن المحتمل أن تستضيف تركيا الدورة الثانية من المؤتمر في أنقرة العام المقبل.

وكجزءٍ من زيارته إلى برلين، التقى وارانك أيضًا رجال أعمال أتراك وألمان، ودعا خلال اللقاء إلى زيادة حجم التجارة الثنائية بين البلدين الذي يبلغ حاليًّا 37 مليار دولار، إلى 50 مليار دولار.

وأضاف الوزير أن أكثر من 7 آلاف شركة ألمانية تعمل في تركيا، وهو مؤشرٌ على ثقة المستثمرين الألمان في الصناعة والبنية التحتية والقوى العاملة التركية القوية. وقال أيضًا إن أكثر من 3 ملايين تركي يعيشون في أكبر اقتصاد في أوروبا ويواصلون المساهمة في الاقتصاد والثروة الألمانيين.

وبحسب ما أشار وارانك فإن بيئة الاستثمار التركية تشجع المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وفي هذا الصدد قال: "لقد قفزت تركيا 17 تصنيفًا في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي بفضل الإصلاحات المهمة. لكن هذا لا يكفي بالنسبة لنا. نحن نواصل العمل لتعزيز القدرة على توقع السوق وتخفيف العبء عن المستثمرين".

يذكر أن تركيا احتلت المرتبة الـ43 في قائمة "سهولة ممارسة أنشطة الأعمال" للبنك الدولي لعام 2019، حيث قفزت 17 مكانًا مقارنة بالعام السابق. وقد تلقّت البلاد 74.33 نقطة من أصل 100، وتحسنت بـ 4.34 نقطة منذ العام الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!