أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

في الماضي القريب.. ناقش مجلس الوزراء التركي الحرب السورية وأخطارها والتدابير اللازم اتخاذها. أعرب الوزراء عن قلقهم من زعزعة الولايات المتحدة البنية الديموغرافية لشمال سوريا تحت غطاء مكافحة داعش.

منذ ذلك الوقت حتى اليوم، تغير الكثير من الأشياء على الساحة السورية. لكن أمرًا واحدًا بقي على حاله وهو الشوط الذي قطعه تنظيم "ي ب ك" بدعم من الولايات المتحدة، وتهديداته الموجهة إلى تركيا. 

نحن الآن في مرحلة اتخاذ الجيش التركي المبادرة الحتمية في شرق الفرات من أجل استكمال الجزء الناقص. 

يجب أن تتمتع هذا المبادرة، التي تشتمل على إنشاء المنطقة الآمنة، بعنصر المفاجأة من جهة، وأن تؤدي إلى استعادة العشائر العربية المناطق التي كانت تعيش فيها على مدى سنين، من جهة أخرى. 

***

الولايات المتحدة منكبة تمامًا على أجندة الانتخابات والقصص المروية عن الماضي المنبوش لمرشحي الرئاسة وعلاقاتهم المشبوهة. 

وفي مرحلة زادت إسرائيل زخم سياساتها الرامية لتصفية فلسطين، وتصاعدت الضغوط الخارجية لزعزعة التوازنات السياسية في إيران، وأصبحت دول الخليج كالجالس على الجمر..

من الواضح أن الولايات المتحدة، في هذه المرحلة، لن تتقبل بسهولة عملية عسكرية تنفذها تركيا مباشرة في سوريا. ولهذا السبب بالتحديد تعمل البنتاغون على كسب الوقت من خلال مناورات ليست غريبة أبدًا على الأركان التركية. 

وللأسف تعمل واشنطن على وضع تركيا، التي تصفها بـ"الحليف"، في كفة واحدة تقريبًا مع عناصر تنظيم "ي ب ك" الإرهابي، الذي أوجدت له اسم "قوات سوريا الديمقراطية".

صحيح أن "الفعاليات المخطط لها" مستمرة كما تعلن وزارة الدفاع باستمرار،  ولكن محتوى تلك الفعاليات وطريقة تقديمها لا تتوافق مع الواقع الميداني.

حاليًّا، يجري تحديد مواقع "ي ب ك" في محيط مدينة تل أبيض، لكن ليس هناك تقويم واضح من أجل مرحلة انسحاب عناصر التنظيم الإرهابي إلى عمق 32 كم وتطهير المنطقة من الأسلحة الثقيلة. 

كما أن الجانب الأمريكي، الذي لم يتقبل تنفيذ الجيش التركي عملية درع الفرات رغم أنفه، لا يتورع عن تغيير وجهة سلاح الجو التركي القادر على استهداف مواقع "ي ب ك".

فحتى الطلعات الجوية التي تنفذها مقاتلات إف-16 التركية في شرق الفرات، يجري الإعلان عنها على أنها في إطار "عملية العزم الصلب"، وهي عملية تستهدف داعش أولًا، ولا تتطرق لتنظيم "ي ب ك". 

بدأ الأمريكيون استخدام دبلوماسية عامة، ولأنهم يسعون لممارسة ضغوط على أنقرة عبر شركائهم التقليديين لدى الرأي العام التركي، يبقى خيار "الهجوم المباغت ذات ليلة"!

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس