ترك برس

أكدت جمعية "بيت الإعلاميين العرب" في تركيا، على اعتزامها شراء مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول، وتحويله إلى متحف لتخليد ذكرى الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اغتيل داخله قبل قرابة عام.

جاء ذلك على لسان طوران قشلاقجي، رئيس الجمعية التركية، في حوار أجراه مع وكالة "الأناضول"، قبيل أيام من حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال "خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.

وأضاف "قشلاقجي" أن مساعيهم لشراء مبنى القنصلية متواصلة.

وتطرق إلى علاقاته الشخصية التي كانت تربطه بالصحفي السعودي، واعتزام الأخير للزواج من مواطنة تركية بعد أيام من موعد دخوله مبنى القنصلية والتي لم يخرج منها حياً بعد ذلك.

وانتقد "قشلاقجي" عدم محاكمة المتورطين في اغتيال "خاشقجي"، كما ينبغي، داعياً المؤسسات والمحاكم الدولية للتحرك في هذا الخصوص للكشف عن قتلة "خاشقجي" وتقديمهم للمحاكمة.

كما أشاد "قشلاقجي" بالدور الذي لعبته تركيا في كشف الجريمة، وتأمين انتشارها على الصعيد العالمي، واصفاً الدبلوماسية التي انتهجتها أنقرة في هذا الخصوص بـ"الاحترافية".

واختتم "قشلاقجي" حديثه بالقول إن جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، ستبقى "وصمة عار حتى يوم القيامة."

وقبل أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه ناقش مسألة مقتل الصحفي جمال خاشقجي مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، كما ناقش الموضوع أيضًا مرتين مع ولي العهد محمد بن سلمان.

وأوضح في تصريحات أدلى بها لتلفزيون "فوكس نيوز" الأميركي على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك، أن ولي العهد السعودي تعهد له بأن "دم خاشقجي لن يذهب هدرًا"، لكن الرئيس التركي استدرك بالقول إن بلاده لم تر أي خطوات متخذة في هذا الصدد.

وأضاف أردوغان "مع الأسف لقد مر عام على مقتل خاشقجي، ولم نر أي خطوة اتخذت حيال قتله".

وقبل أسبوع تقريباً، كشفت صحيفة "خبر تورك" التركية، أن وزارة الخارجية السعودية باعت مقر قنصليتها في إسطنبول، قبيل حلول الذكرى السنوية الأولى لمقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وأضافت الصحيفة التركية، أن الخارجية السعودية قامت بشراء مقر جديد بالقرب من مقر القنصلية الأمريكية بمنطقة "ساري يير – Sarıyer" شمال إسطنبول على الشق الآوروبي للمدينة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مقر القنصلية السعودية بثمن زهيد مقارنة بالسعر الذي يمكن بيعه فيه.

ونقلت الصحيفة عن مصادر حقوقية قولها إنه وفي حال بيع المبنى يمكن للمدعي العام في إسطنبول أن يأمر بإغلاق المقر وإجراء عملية فحص وتحر واسعة مجدداً لحين انتهاء التحقيقات في الجريمة، كون المقر يبقى مقر ومسرح الجريمة إلى حين اكتمال التحقيقات بشكل نهائي.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات السعودية حول أنباء بيع الرياض مبنى قنصليتها بإسطنبول.

شبكة (بي بي إس) الإخبارية الأمريكية نسبت لولي العهد السعودي قوله في فيلم وثائقي إنه يتحمل مسؤولية مقتل خاشقجي لأنها وقعت وهو في موقع السلطة، بينما رفض مسؤولون سعوديون الإدلاء بمعلومات عن مكان المتهمين بقتل خاشقجي.

ويقول ولي العهد السعودي في الوثائقي الذي تبثه (بي بي إس) كاملًا لاحقا، عشية الذكرى الأولى لمقتل خاشقجي "أتحمل المسؤولية كاملة، لأنها (الجريمة) حدثت في عهدي".

في السياق ذاته، رفض وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير ضمن التحقيق الحديث عن مكان وجود سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي، وهو أحد من وجهت إليهم أصابع الاتهام في جريمة مقتل خاشقجي.

وقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي، وأثارت استنكارًا واسعًا لم ينضب حتى اليوم.

وفي يوليو/تموز الماضي، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تقريرًا أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء أغنيس كالامار، من 101 صفحة، وحمّلت فيه السعودية مسؤولية قتل خاشقجي عمدا.

وأكدت كالامار وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!