سليمان أوز اشق – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس

يتحدث الشارع التركي عن الخطاب الذي أرسله المجنون المدعو دونالد ترامب إلى الرئيس رجب طيب أردوغان. محتوى الخطاب مقزز. 

يقول ترامب لأردوغان: "أنت لا ترغب أن تكون مسؤولًا عن ذبح الآلاف من الناس، وأنا لا أريد أن أكون مسؤولًا عن تدمير الاقتصاد التركي، وسأفعل ذلك. لقد سبق وضربت لك نموذجًا صغيرًا لما يمكنني فعله في قضية القس برانسون... الجنرال مظلوم عبدي (قائد قوات سوريا الديمقراطية الكردي) يريد أن يتفاوض معك. إنه يريد تقديم تنازلات لم يسبق وأن أقدموا عليها في الماضي. أرفق في هذا الخطاب الرسالة التي تلقيتها منه للتو، على أن تبقى سرية".

ويختتم الخطاب بالقول: "سوف ينظر لك التاريخ بشكل إيجابي إذا نجحت في التعامل مع الموقف بطريقة صحيحة وإنسانية. وسوف ينظر إليك كشيطان للأبد، إذا لم تحقق أمورًا جيدة. لا تكن رجلا عنيدًا.. لا تكن أحمقًا".

مع الأسف، ننشغل نحن ومعنا العالم بأسره بالتعامل مع مجنون من هذا الطراز. فيومًا يهدد فنزويلا وكوريا الشمالية، وفي اليوم التالي يستفز إيران. 

وليته يبقى على موقف واحد. فهو يصحو يومًا فيقول "أوشك على ضرب كوريا الشمالية"، وفي اليوم التالي يلتقط الصور مع زعيمها.

وفي يوم يقول إنه على وشك ضرب إيران، ثم يتصل بروحاني ليتجاذب أطراف الحديث معه. أما ما كتبه عن تنظيم "ي ب ك" فلا يختلف. 

ذات يوم قال: "الأكراد أفضل حلفائنا. إنهم مقاتلون رائعون". وقبل أيام قال: "إنهم ليسوا ملائكة. وفي الحقيقة هم أخطر من داعش".

يعلن أنه سيفرض عقوبات على تركيا، ثم يقول إنه لن يلتزم بقرار أعضاء الكونغرس فرض عقوبات عليها ويطردهم من البيت الأبيض. نحن نناقش خطاب وأسلوب هذا الرجل. 

لكن بطبيعة الحال، ليس أردوغان أول زعيم تلقى خطابًا مسيئًا. فقد تلقى بعض السلاطين العثمانيين خطابات مشابهة ومنهم ياووز سليم. دعوني أروي لكم القصة.

"أرسل شاه إيران إسماعيل صندوقًا ثمينًا مزينًا بالجواهر إلى السلطان ياووز سليم. عند فتح الصندوق خرجت منه جواهر وأحجار كريمة وأقمشة فاخرة، لكن في الوقت ذاته فاحت رائحة كريهة. 

تبين أن هناك براز في قعر الصندوق. ظن الشاه الإيراني أنه يوجه إهانة بذلك إلى السلطان العثماني. أمر السلطان سليم بإعداد صندوق أضخم وأثمن، ووضع فيه المجوهرات والأقمشة الفاخرة وعلبة من أجود أنواع راحة الحلقوم بنكهة الورد، بأسفلها ورقة كُتبت عليها عبارة قصيرة.

قدم السفير العثماني الهدية للشاه، وعند فتح الصندوق خرجت المجوهرات والأقمشة، وفاحت رائحة الورد الذكية من علبة راحة الحلقوم. لم يفهم الشاه ورجال دولته ما يحدث. عندها أشار السفير العثماني إلى الورقة المرفقة المدون عليها "إسماعيل! كلٌّ يضيّف مما يأكل".

يجب النظر إلى خطاب ترامب من هذه الزاوية. نعم لم يرسل أردوغان خطابًا إلى ترامب، لكن تجري كتابته.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس